لايوجد مايلفت الانتباه في جولة وخطاب السيد الحكيم الى محافظة البصرة وتاكيداته على جملة امور فيما يخص العملية السياسية وموقفه منها ورؤيته للعملية السياسية في ظل الكتلة الاكبر .
حينما اكد السيد الحكيم على أهمية الإرتقاء بالواقع الخدمي للمدينة واستحصال حقوقها المادية وتعويضها عن الأضرار البيئية التي لحقت بها، وضرورة إكمال المشاريع الإستراتيجية ومنها ميناء الفاو الكبير . هذا الطرح ليس جديدا فقد اكدته الجماهير والمؤتمرات وكتاباتنا عن مدى الغبن الذي لحق بمدينة البصرة والمحافظات الجنوبية بفعل تقصير من يمثلهم في السلطة والبرلمان وهي تحتاج الى نهضة عمرانية شاملة لتغيير واقعها.
اما لقاءه جمعا من شيوخ البصرة ووجهائها وتاكيده على التاريخ الناصع للعشيرة العراقية ودورها الفاعل في الأزمات والملمات ، نعتقد بان بعض السلوكيات في بعض العشائر لايمكن تغييرها وتشكل ضررا على امن المواطنين رغم تاكيد السيد الحكيم على بعض الاعراف التي لاترتقي بتاريخ العشائر ومنها استخدام السلاح.
واما قوة الدولة بقوة العشيرة فهذا لاينطبق على الوضع الحالي لكون منحنى العشيرة يصعد في اعلى مستوياته في حالة ضعف الحكومة وغياب سلطة القانون ، والعكس هو الصحيح فنحن نحتاج الى دولة قوية تفرض هيبتها ، وسلطة القانون فيها هو الحكم ، لاقوة السلاح والتهديد والقتل .
زعيم تيار الحكمة اكد ان العراق يعاني من إنسداد سياسي ، لكننا نؤكد ان العراق لايمر بانسداد سياسي ابدا ، ولكن السبب قصر تفكير السياسيين واستحضار المصالح الحزبية ومغانمها كان سبباً مهماً في تحول الاختلاف الى خلاف دون استحضار مصالح الشعب او تحمل المسؤولية الوطنية رغم مرور اكثر من خمسة اشهر على انتهاء الانتخابات .
واما تاكيده على ان الإستقرار مرتبط بحفظ التوازن نقول ان فقدان التوازن ليس بسبب بقية المكونات فهي ليست مسؤولة عن التنافر الحاصل بين التيار الصدري والاطار التنسيقي ، والمشكلة في كيفية جمعهما والتوصل الى اتفاق رغم محاولات السيد الحكيم في هذا المجال.
لايوجد في الدستور او العرف السياسي فسح المجال لكل الراغبين بالمشاركة في الحكومة وإعتماد الأغلبية الواسعة ، واما المعارضة المنشودة قد تكون متحققة بالأطراف لكنها لن تكون فاعلة مادامت الاحزاب غالبيتها مشاركة في السلطة وليس سهلا ان تكون هذه المعارضة نشطةوفاعلة ومؤثرة
وعن عدم مشاركة تيار الحكمة (أننا لانشارك ولانعارض وموقفنا هو الحياد الإيجابي ) لايمكن ان تكون محايداً ايجابياً فانت اما (تكون او لاتكون )فلا يمكن ان تكون كذلك وانت تنظر الى الفساد وسرقة
قوت الشعب وثرواته ، واخفاقات الحكومة وارتهان مصير البلد بقرارات غير مسؤولة .
اما تسليط الضوء عن الخدمات والمعانات للاسف هي شعارات للاستهلاك المحلي فطيلة هذه العقود لم تحقق الاحزاب السياسية اي منجزاً وهي في السلطة فكيف ستحقق اذا كانت خارج السلطة .
التاكيد على حكومة الأغلبية كمدخل مهم للنجاح بشرط حفظ التوازن ومكانة المكون الأكبر فيها فاعتقد ان نتائج الانتخابات والتفاهمات والحفاظ على متبنيات المكون الاكبر بعيدا عن السجالات والمصلحة الخاصة والاستئثار بالسلطة هي من تدعم ثبات المكون الاكبر والا ؛
فان المستقبل سيكون مظلماً اذا لم يتفق قادة المكون الاكبر على اساس قوي لن يهتز امام تقلبات السياسة ونتائجها