كلما حل العام الجديد لاتزال تلك الصورة محفورة في ذاكرتي وكل جوارحي صورة لكف قطيع على الأرض مختونة بخاتم منقوش عليه (يا محمد بن علي الجواد). كف أعلنت شهادة قائد سار على خطى الأولياء الأولين هي كل ما تبقى من جسد تمزق أشلاء مبعثرة اختلطت مع دم ولحم لرفاق درب باغتتهم قوى الظلام غدرا بصاروخ من طائرة مسيرة دون طيار على أرض مطار بغداد الدولي (مطار الشايب) لتعلن نهاية مسيرة قائد حمى الأرض والعرض وحارب الشر الأسود والعقائد المنحرفة التي كانت تريد أن تحرق كل شيء ينتمي لأهل البيت عليهم السلام من اتباع وذكريات وشواخص.
تلك الكف القطيعة والمختونة بخاتم العشق المحمدي التي فرح بقطعها وموت صاحبها المنافقون وشذاذ الأرض ورقصوا وهللوا فرحا لاستشهاد صاحبها ورفيق دربه (جمال الشايب) والتي اعتبروها إعلانا لنصرهم لم تكن سوى فرحة قصيرة بنصر زائف كما فرحت بني أمية بقتل ابن بنت رسول الله الحسين -عليه السلام- وتمزيق جسده وقطع يده وسلب خاتمة قبل.
تتكرر الموافق وينتصر الدم من جديد على السيف وتبقى تلك الانتصارات ذكرى ونبراس مضيء للمؤمنين وخزي وعار يفجع منام المنافقين.
مشهد حزين كسر قلوب المؤمنين لكنه مشهد مشرف لقائد الانتصارات العلوية ورفاقه تبعته مشاهد تشيع أجسادهم الطاهرة بملايين المؤمنين والعشاق على أرض انتشر عليها شيعة محمد واتباع علي عليهم وعلي الهم أفضل الصلاة والسلام في إيران والعراق خاصة والعالم عامة.
رحم الله الشايب وصاحبه ومن استشهد معه ولعن الله القتلة والمنافقين وأتباعهم من الأولين والآخرين.
اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه.
ضياء ابو معارج الدراجي