-1-
ابتليت الأمة عبر تاريخها الطويل ببعض محترفي الوعظ والارشاد ممن لم يستوعبوا حقائق الدين ،وهم لا يملكون ما يؤهلهم للتصدي للوعظ والارشاد من علم ومعرفة، غير انهم بارعون في اختلاق الأكاذيب واشاعة الخرافات ، والناس الى أشكالها أميل، فيقبل عليهم الرعاع، ويعتبرون أحاديثهم ذات اهمية بالغة، غافلين عن محاربة الاسلام للبدع والخرافات والأكاذيب حرباً لا هوادة فيها ،حيث حرر الاسلام العقل من كل تلك الاوهام والانحرافات .
وحين حُوسب بعض هؤلاء الوعاظ المحترفين للكذب على اكاذيبهم قالوا:
( نحن نكتب له ) وبهذا كشفوا عن حماقتهم وجوهرهم الرخيص حيث بلغ بهم الجهل الى درجة الاعتقاد بحاجة الدين الى خرافاتهم وأكاذيبهم.
-2-
وقد سجل لنا التاريخ ما قاله أحد اولئك الدجالين حيث جلس في احد المساجد ببغداد وأخذ يخاطب الناس فقال في تفسير قوله تعالى :
( عسى أنْ يبعثك ربك مقاماً محموداً )
الاسراء / 79
« ان رسول الله (ص) يوم القيامة يجلس مع الله على عرشه ويؤنسه «
مع ان الله سبحانه يقول عن نفسه ( لا تدركه الأبصار )
واستنكر أحد العلماء هذه المقالة الباطلة فكتب على باب داره « سبحان من ليس له أنيس ، وليس له على عرشه جليس «
فأثار ذلك الجُهّال وهجموا على داره ورجموا بابه بالحجارة حتى سدوا عليه الطريق .
-3 –
ان الخرافات بمثابة الجراثيم السامة التي تخطف من الانسان عقله وتسلبه رشده ، وتجرده من القدرة على التمييز بين الخيط الأبيض والاسود .
-4-
ونحن اليوم قد تخلصنا من طبقة كانت تسمى بـ( القصاصين ) وهم مجاميع من الدجالين والمشعوذين احترفوا بث الخرافات والأباطيل
ولكن ورثة اولئك الوعاظ الجهلاء، يرتقون المنابر ويوردون من الأحاديث مالا يرضاه عقل ولا دين .
ويشرقون ويغربون وهم أفرغ من فؤاد أمّ موسى ثم يمطرهم بعض الحمقى من السامعين بكلمات الاستحسان فيزيد ذلك من انتفاخهم الذاتي وسوء معرفتهم بأنفسهم .
وقد يقف السامعون مع الدجال لا مع الغيور الراد عليه .
وهنا تكمن المصيبة .