بينما كنت عند لحظة استيقاظي من قيلولة عصر يوم الاثنين 15كانون الثاني الحالي تلقيت خبر وفاة حسن العاني فنزل هذا الحدث المؤلم نزول ضربة جزاء محكمة الاداء وتسمرت في منزلي أستدرج ذكرياتي عن هذا الاديب المبدع .

تعود معرفتي بحسن الى عقد الثمانينات من القرن الماضي .

كان اللقاء الاول بيننا في دار الحرية للطباعة والنشر  حيث كنت رئيسا للقسم السياسي في مجلة الف باء و سكرتير التحرير الفني في المجلة ومنذ ذلك الحين توطدت علاقاتنا مثلما توطدت متابعاتي له بالمزيد من الاهتمام للاداء المعرفي الذي تميز به

خلاصة جهد العاني انه يجيد استخدام القوة الناعمة  بذكاء فريد  ودروب الكتابة الاشد تفرعاً لذلك تميزت كتاباته بقوة الرقة والعفوية المؤلمة وتاشير القصد بحس  تضميد الجروح  واثارة  المزيد من الأسئلة المشروعة المبطنة .

لقد جلب عليه هذا الاسلوب نقمة النظام السابق  الى حد صدور امر رئاسي  انذاك لمنعه من النشر وكان هذا الاجراء التعسفي احد  مفاتيح شهرة أضافية للعاني كاتبا متمرساً في مقارعة التزييف والافتراء والتسلط

اشهد ان الرجل لم ينصاع لضغوط المساومات والتدجيل ، وظل بارعاً في تقصي ما يدور في العقل العراقي .

وبقدر مسؤوليتي الوظيفية اشهد أيضا  ان مخاوفي عليه قد تفاقمت  وكنت شديد الحذر في فحص نصوصه ذات الطابع السياسي  ويبدو انه كان يشعر بذلك لكنه تعامل مع مخاوفي تلك بأريحية وود  وتفهم ، وكأني به يسرني (انا اعلم مايدور في ذهنك) وقد اشار الى ذلك ضمناً في مقال له عني في صحيفة الصباح كما اصدر ماكتبه في كتاب له تناول نماذج من العاملين في الوسطين الاعلامي والثقافي.

بخلاصة تعريفية ، اذا اريد في يوم من الايام تناول الكتابة الادبية والسياسية والساخرة والاعلامية الخدمية فان منزلة حسن العاني لا بد ان تحتل الصدارة عن جدارة  ،واقترح هنا ان يصار الى اكثرمن جلسة استذكار واحدة عن الراحل  امتداداً للتكريمات التي حصل عليها أكاديميا اذ تناولت مسيرته الادبية والاعلامية رسالتان إثنان نالتا درجة  ماجستير.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *