تطوي الأرض ، العشرون من الشهر الواحد ، ثم بدأت إحدى عجلاتها بإخراج صوت يشبه الصفير ، توقف السائق وضرب المقود بكلتا يدية بعنف وتبعتها حسرة، ثم أخذ يردد الحمد لله.. الحمد الله . التفت إلي لا أعرف السبب لما حدق بي مليا ونحن الأربعة معه ننظر في وجهه الشاحب بعد سيطرته على السيارة دون أن يتجاوز الجزرة الوسطية أو يرتطم بإحدى العجلات المارة المتلاحقة كأسراب الطيور دون أن تترك أي مسافة قانونية بينها .

ابتسمت في وجهه الذي بدأ يعاود لونه ونظارة بشرته ، لا زال يحدق بي طوال نصف دقيقة تقريبا ، سألته :

– أنت كنت على وشك التوقف، أنا أحسست بأنك جعلت السرعة تتباطئ حتى أيقض الصوت بقية الركّاب

رد بهدوء

– أردت أن أنزلك في هذا المكان تحديدا ، من هنا تعبر النفق إلى الجهة المقابلة .

– حسنا ، اتمنى أن لا أكون سببا فيما حدث الآن ؟ !

– لا على العكس، أخيرا السلامة هي الأهم للجميع

ثم تابع حديثة

– إياك أن تهم بعبور هذا الشارع « سريع « ذهابا ثم الجزرة الوسطية وأيضا الشارع الآخر» سريع « إيابا

ابتعدوا، يسير الهويني في السيارة بمعية الآخرين .

وقفت ، رأيته يلوح لي من بعيد أحد المارة ، فهمت من خلال لغة الإشارة أنه يشير إلى شيء ما خلفي، على حافة الشارع الإياب أقف أنظر إلى الشارع الثاني عبر الجزرة الوسطية، هناك لا زال يلوح، التفت إلى الوراء لا شيء هناك ، أخذت أترقب أعداد كبيرة من أنواع من السيارات الخاطفة جيئة وذهاب ، أنوي العبور إلى الجهة المقابلة، آه .. وصلت بإعجوبة عبر شارعين وبخفة الوشق ، وصلت أخيرا ، بضع خطوات اتجهت نحو الشاب الذي كان ملوحا ويصرخ قبل عبوري الآن ، وجدته يبارك لي سلامتي .. ثم ضحك.

– يا ولد لما تركت النفق خلفك وجازفت !

ابتسمت ، تقلدت جلباب الإتزان ، عدلت ربطة عنقي ، قلت :

– يارجل هكذا هي الحياة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *