لكل شعب من الشعوب ثقافة معينة يحاول إيصالها إلى العالم بشتى الطرق الممكنة التي التي لا تؤثر على تلك الثقافة وهذا البلد وسمعته فهناك من يبرز نقوشًا حضارية غارقة في القدم وموغلة في العراقة، والبعض يركز على أكلات المجتمع فيحاول إظهارها إلى زواره وسياحه بطرق جميلة ولطيفة، البعض الآخر يركز على اللباس التقليدي فيوليه أهمية بالغة ويظهره للعيان بصورة مستحسنة قريبهطة إلى القلب، بينما البعض الآخر يحاول إظهار عاداته وطقوسه إلى العالم، هذا الإظهار يكون في الأحداث الكبيرة التي تتوجه إليها الأنظار مثلاً المونديالات والبطولات الرياضية وما يرافقها من أمور أخرى أو الاجتماعات للجمعيات الاممية أو الإقليمية أو ندوات إقتصادية لاتفاقيات معينة أو في أيام البلدان الوطنية من أعياد استقلال أو أيام تحرير أو نصر أو ما شابه ذلك. تعتز مصر بإظهار حضارتها الفرعونية في محافلها الوطنية المتنوعة وأيام القمم العربية وافتتاح المدن الجديدة وغيرها وتولي ذلك اهتماماً بالغاً؛ لتعزيز الهوية الوطنية للفرد المصري.

وتفتخر السلفادور والمكسيك وغيرها من الدول المجاورة بحضارة المايا وابراز جوانبها الحضارية والعلميهة القيمة والاشادة بظروف بنائها كبناء هرم المايا الكبير هناك.أمريكا تستذكر وبقوة ثوراتها التي ساهمت في قيام الولايات المتحدة الأمريكية، ومثلها فرنسا التي تحتفل بنابليون وقوته وسطوت، وأيضاً فإن انجلترا أو بريطانيا تحتفل بدور الدويلات والمملكات التي كونت المملكة الانجليزية وما حققته من انتصارات وغير ذلك،وايضا ما تقوم به اليونان من عمل مجسمات في مواطن وأماكن مختلفة من هذا البلد لرموز فلسفتها افلاطون وسقراط وغيرهما؛ ابرازاً لإنجازاتهم الحضارية والثقافية للبلد.مؤخراً ما حصل في إيران من حدث ترتب على أثره الغاء مباراه بطولة بين فريق الاتحاد السعودي وفريق ساباهان الإيراني؛ بسبب وجود مجسم لاحد رموز القيادات العسكرية الإيرانية في الملعب والذي اثارهط حفيظة الاتحاد السعودي ومن ثم إنسحابه.كل ما سبق هي حالات ذكر أمثلة بسيطة لافتخار الشعوب بقيمها المجتمعية والثقافية والرمزية من رموز علماء وغير ذلك.

بطولات علمية

العراق، نعم العراق البلد الذي له عمر كتابي زهاء الأربعة آلاف سنة قبل الميلاد بما سطر من بطولات علمية كبيرة قل نظيرها في العالم، العراق الذي خط أول حرف خطه السومريون على ألواح الطين وبحركات مسمارية جميلتطة بين ثقافة وذكاء ذلك العراقي القديم سومرياً كان أو غيره، وما قام به السومريون من اكتشاف للنظام الستيني الذي هو معمول به حالياً ولم يتم الاستغناء عنه بل ولا يمكن الاستغناء عنه، وما قدمه البابليون من آثار علمية كبيره الى اليوم تذكر كالبطارية البابلية وكذلك إيجاد حل أو تبسيط لما يعرف بنظرية فيثاغورس اليوم التي هي سبقت فيثاغورس بحوالي 1000 عام، وتعتبر اكتشافاً بابلياً عظيماً تلك النظرية التي تتحدث عن المثلث قائم الزاوية والذي فيه مربع الوتر يساوي مجموع مربعي الضلعين الآخرين، وكذلك ما قاموا به من أعمال حضارية لا زالت آثارها لليوم كالحدائق المعلقة وبناء برج بابل وسور بابل ونظام الأرواء الذي قل نظيره، بالإضافة إلى مسلة حمورابي التي تعتبر أول مسلة أو أول سلسلة مواد قانونية تسن تاريخياً وأعرقها وأقربها الى العدالة.بعدها لم يكتفِ العراقيون بهذا القدر من الاكتشاف العلمي بل ظلوا مولعين في البحث العلمي؛ فكانت لهم حصة من العلماء الكبار في صدر الإسلام وما بعده من علماء وكيمائيين وفلاسفة وشعراء واساطين اللغة العربية وجهابذتها ونحاريرها غير ذلك.ما يبعث على الأسف والخيبة والحزن والبؤس والألم والتحسر واللوم وما شئت فعبر، لدينا ثقافة التعري وثقافة الخلاعة وثقافة التفاهة؛ فيتنافس الناس في إبراز أكبر كمية من التفاهة والعري وانعدام الأخلاق والتجرد من الأخلاق والأعراف المجتمعية التي توارثها الناس ومن ثم التجرد حتى من الهوية الوطنية، ما يميز احتفالاتنا اليوم وجود العنصر النسوي بحالة الخلاعة والعري، يتنافسن بينهن كلما زادت الأيام قل اللباس كلما زاد المتفاعلون قلة الستر وكلما كثر المعجبون قل الحياء وافتقدنا الأعراف والأخلاق، للأسف اليوم نعاني من هجمة كبيرة على قيمنا الاجتماعية الطيبة وموروثاتنا اللطيفة بدعوى تحرر وبدعوى الحرية.

نحن لسنا ضد التحرر او الحرية أو الديمقراطية لكن أن يحتفل في يوم وطني سفكت الدماء فيه من أجل إعلاء راية الوطن وقد وتلون دجلة بدماء طلاب الكلية العسكرية مثلاً وراح الأعداد والأعداد من المقاتلين والمتطوعين الكرام الذين راحوا تلبيه لنداء الوطن وزهقت أرواحهم على ترابه؛ من أجل تحريره وإعلاء كلمته،  النصر كان بهم وجاء بهم وأعتمد عليهم فالأولى أن يحتفل بهم لا تقديم نساء عاريات وغواني راقصات يستعرضن مفاتنهن للناس أين نحن من قيمنا؟ أين نحن من تربيتنا ومن اخلاقنا ومن ديننا وأعرافنا؟ للأسف نحن نسير نحو الهاوية نسير في نفق مظلم نركب قطار اللانهاية.

نمفارق كل ما هو جيد وجلب كل ما هو سيء، النشيد الوطني سمة كل بلد وهو تعبير بسبط عن الإنتماء إلى ذلك الوطن وهو موجود في الكتب المدرسية وتقوم المدارس برفعة علم كل خميس من كل أسبوع ويردد الطلاب والتلاميذ كلمات هذا النشيد الذي يعتبر هو من أبجديات المواطنة تقوم مطربة تقول أنها تحضرت لهذه الحفلة لشهرين وتقدم كلمات ما أنزل الله بها من سلطان، حتى الطفل الصغير يشيب منها أين نحن من الثقافة؟ أين نحن من الوطن؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *