في تلك البقعة من بغداد القديمة تستتر فنارات وتلامس فينا نحن المغرمون باستنطاق الذكرى , تلامس احساسا مبهما ولذيذا , تختار صباحا لتدنوا من روحك الذي يسرقها المعتاد , ترتاد مقاهي الامس , تجالس المهمشين  , عند مطعم شعبي تشتهي افطارا ملوكيا وتترنم مع اغنية عابرة , خطواتك تسحبك مثل اسير هائم باحثا عن ملامحك وفرحك المستبطن , على ارائك مقهى ام كلثوم تعاود صورة اكتشاف هذا المكان الذي يسكنك الان , كان يوما شتويا  في مطلع الثمانينيات كنت احث الخطى مع اخي الراحل لطيف مدرس الفيزياء المغرم بعبق بغداد وهو يستذكر معي اغنيات السيدة , حينها بدات رحلة التعرف على مقاه بغداد مع اخي نصيف بعد ذلك من الزهاوي الى حسن عجمي والشابندر , على كل اريكة تثرثر الذكريات , وعندما تصدح ام كلثوم من ذلك الجهاز العملاق ترنو للوجوه المعبئة بالشجن والذبول واللاجدوى , افتتح حديثا عابرا عن اغنية انساك واعطي لنفسي فرصة  التقيم للحن بليغ حمدي فيبادلني ذلك الرجل الطاعن بالهموم قائلا ذكريات حبي وحبك ما انسهاش . واردد: هي ايامي الي البي فيها عاش ! احتسي 16 شايا، عابرا حدود الخوف من انعكاساته الصحية عند كل مقهى ارفع  صوتي( رجاءا سكر قليل) فياتيني الجواب البغدادي الاليف : ادلل حبيبي اغاتي, لكنه ياتيك بستكان نصفه شكر , وعند الاعتراض يبادرك بابتسامة , لا تخوطة عمري  !!ابتسم واتصل بصاحبي الطبيب , اخبره اني خرجت عن كل الوصايا .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *