لم أكن لأكتب موضوعا يسئ إلى مديرية هامة في البلد بمستوى المرور العامة لولا المعاناة التي شهدتها فيها وانا اراجع لتجديد سنوية السيارة ، لقد لقت انتباهي القطعة المنشورة على واجهة إحدى هذه الدوائر  والتي تطمئن المواطن ومالكي السيارات أن الأمور لاتحتاج إلى جهد أو وقت في إنجاز المعاملات داخلها ،  وحقيقة انتابني الفضول لاجرب حظي هذه المرة بعد أن تقاعست عن تجديد سنوية السيارة وكذلك اجازة السوق لسنوات خلت وارتضيت وحالي مثل الكثيرين الذين قبلوا بمبدأ السؤال والغرامات وحتى العقوبات في الشارع من قبل مفارز المرور هربا من تعقيدات المعاملات وسوء ظروف إنجازها  ..

اقول أنني جازفت للدخول في إحدى هذه الدوائر أملا بلقاء ما تمنيت في المنشور الجداري الذي زين واجهتها  « أن استمارة المعاملة الإلكترونية تقدم بالمجان ولا داعي للسعي وراء المعقبين لأن الإجراءات سهلة ولا تكلف التهرب من إنجازها»، لكنني تفاجأت حال الدخول إلى هذه الدائرة بنفس الظروف المعقدة من سوء التنظيم وتعدد نوافذ الإجراءات وسوء التعامل مع موظفيها ضباطا ومراتب ومدنيين ولقيت ذات المعاناة التي كنت أمر بها وانا أتقدم لإنجاز مثل هذه المعاملات أن لم تكن اسوأ ،  فحال البناية ودواوينها وفتحات  الترويج واستقبال المعاملات هي ذاتها بنفس الحالة والسوء ناهيك عن تزاحم المراجعين أمام كل منفذ وتواجد مايزيد من أعدادهم من المعقبين وهامات الدلالية والرشى  وفي المقابل تجد كراسي داخل القاعات المتهالكة لجلوس المراجعين التي تطول أوقات انتظارهم بالساعات لكي بنجزوا مرحلة واحدة فقط من عشرات المراحل التي تتطلبها إنجاز معاملاتهم .. الحالة هي نفسها أن لم تكن أسوأ والوساطات والمحسوبية تجدها كما لا تعهد شبيهاتها في مكان آخر  ناهيك عن أشواط الإنجاز التي تنتهي عادة بانتهاء فترات الدوام التي أضيفت لها ساعات طوال منذ الفترة الصباحية وحتى المسائية ..

أن إدخال الأنظمة الإلكترونية من معلومات وتدقيق وفحص إنما وضعت في عالمنا الواسع لتسهيل الإجراءات وتبسيطها واختزال الوقت ودقتها ، لكن الحقيقة عندنا هي بالعكس تماما فالتحايل على المعلومات وإخفاء ما يتطلبه دفع الرشى وايهام المراجع بفقدان بعض أوليات معاملته واحدة منها ، ذلك الذي يتطلب من المراجع إلى الركون للمعقبين وأصحاب النفوس الضعيفة لاستغلال الأمر وحله بالود مقابل دفوعات مالية لا مناص من قبولها ..

فالكثير ممن التقيتهم يتحدثون عن نظام المراجعة الورقية بدلا من أنظمة التحديث الإلكتروني التي زادت الطين بلة كما يقول مثلنا الشعبي فالبصمة مثلا وهذا نظام إلكتروني دقيق يحفط كل أولويات المراجع وأوراقه الثبوتية ويسهل كثيرا دقة ودلالة هذه المعاملة الهامة ، لكن المؤسف حقا انك تجد مثل هذه الأنظمة لا تعمل عندنا الا لبضع ساعات من فترة الدوام الطويل بحجة توقفه وعدم اشتغاله وان المعاملة الواحدة تحتاج إلى ألكثير من الوقت لإدخال معلوماتها ولا ابالغ أن طيلة الدوام لا ينجزمنها إلا النزر القليل على حساب وقت وجهد وصبر المراجع وحتى الموظف المكلف لإدخال هذه البيانات ..

لقد عانيت ما عانيت ولا أزال أمامي الوقت والاجراءات المعقدة في إنجاز تجديد السنوية للسيارة فكيف الحال بالبيع والشراء ونقل الملكية وتجديد إجازات السوق َ، اقول كان الله في عونك أيها المراجع المسكين وانت تضيع الوقت والجهد وتدفع مبالغ لا يعلم بها الا من اوهمه الحال مثلما حصل لي من معاينتي لتلك الواجهة الجدارية المعلقة وتصورت أن الحال صار أفضل ..؛

فالنظام على تعقيده لا يحتاج الا لموظف كفوء يستلم المعاملات بكل أولياتها من منفذ واحد وبأسلوب حضاري يعتمد على بطاقة ورقية بالعدد الذي يسمح لإنجاز المعاملة داخل الدائرة دون الحاجة للمراجعة الشخصية وإكمال إنجازها من قبل موظفيها مرحلة بعد أخرى بعد أن يقدم المراجع خارج الدائرة كل ما تتطلبه المعاملة من أوراق ثبوتية ووصولات الدفع المالي ويستلم ورقة صغيرة تثبت احقيته في استلام المنجز وتاريخ وَموعد الإنجاز ..

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *