من الكتب القيمة التي احتفظ بها في مكتبتي الصغيرة , واعيد قراءتها بين فترة  و اخرى , كتاب بعنوان  ( قراءات في مرآة الادب والسياسة  ) للمؤلف الدبلوماسي السابق الراحل  شكري صبري الحديثي , والكتاب يعد موسوعة مصغرة , يحوي على شتى المواضيع في الادب والتراث والسياسة والفن وحكايات معبرة منوعة , استوقفني منها حكاية ذات بعد انساني , عن احد المحكومين , الذي انتهت محكوميته ولم يحصل على كفالة احد معارفه , كي يطلق سراحه , حيث اضرب عن الطعام , وهنا ومن خلال هذه الحكاية نعرف  كيف تعامل معه المحافظ ؟ ومفادها كما يرويها مؤلف الكتاب قائلا :

اثناء عملي كمحافظ في السليمانية , اخبرني مدير الشرطة حسن الحاج محمد ان احد المحكومين انتهت محكوميته ولم يحصل على كفالة احد معارفه لكي يطلق سراحه , والان اضرب عن الطعام بان خيط شفتيه بإبرة وخيط ونخشى ان يتوفى , قلت له : لا اصدق  ان انسانا يقدم على هذا العمل الصعب . فقال اسمح لي ان اطلب من ادارة السجن اصطحابه الى هنا حتى تراه , قلت له : لا مانع . بعد برهة من الزمن شاهدته بنفسي وكانت قطرات الدم يابسة على شفتيه , فسالته : ما هي المهنة التي تجيدها , فأجاب السجين  بإشارة يديه وكانه يمسك بمقود السيارة , فقلت له سوف اكفلك انا  , فهل تعطي كلام شرف بانك لا تعاود الاجرام , فاشر براسه انه يتعهد ذلك , فرفع يده الى السماء يدعو لي بالخير, فامرت بأطلاق سراحه وطلبت من معاون المحافظ المرحوم قباد طاهر ان يعينه بمهنة سائق في الادارة المحلية وبقيت اسال عن سلوكه جيدا وحريصا على عمله ورزقة وقد ترك الجرائم وعاد من جديد الى الحياة الصحيحة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *