-1-

من البلاغة والحكمة ان تتجنب كل ألوان الاستفزاز والإثارة عند مخاطبتك الآخرين .

ورُبَّ تلويح يغنيك عن التصريح .

وانْ تقل مثلا – وأنتَ شاب في ريعان الشباب – لأبٍ أسرف على نفسه بالعصيان وضيّع الأمانة حيث لم يعد قادراً على ان يكون القدوة الصالحة لبنيه .

أنك قد تدحرجت الى الهاوية .

أو نقول له مثلا :

انّك من أتباع الشيطان ؟

أو تقول له :

لماذا هذا الضياع والتضييع وما يشبه تلك العبارات الصارمة ؟

فانه سوف ينفر منك ويعتبرك خارجاً عن حدود الأدب واللياقة .

ولكنّ الثقافة الأدبية تمكنك من إيصال التنبيه المطلوب اليه بعيداً عن كل ما يثير الازعاج فاذا  خاطبته قائلا :

« مَنْ يُصلحُ الملح اذا الملح فَسَد « ؟

أنّ البلاغة سلاحك في إيصال ما تريد اليه دون اثارة او استقرار .

-2-

ويمكن أنْ تخاطب المسؤولين عن النزاهة بتلك المقولة أيضاً لتقرع لهم جرس الإنذار .

فكيف يحمون المال العام اذا كانوا يتغاضون عن محاسبة ناهبيه وملاحقتهم متى ما دفعوا لهم ما يريدون من الأموال ؟

-3 –

ويمكن ان تخاطب بهذا القول كل مسؤول عن المسؤولين في دوائر الدولة وأجهزتها ممن يخترقون الخطوط الحمراء ويتجاوزون على المعايير الدينية والقانونية والأخلاقية والإنسانية ففساد الرئيس فسادٌ للمرؤوسين .

-4-

والمؤسف للغاية انَّ هناك الكثيرين ممن يُعْنَوْنَ بكل شيء باستثناء اللغة والأدب والثقافة .

وهنا تكمن المصيبة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *