بدأت تهب علينا نسأئم الرحمة التي نشم فيها عبير الشهر الكريم لنكون على اتم استعداد لاستقبال خير الشهور وخير الايام وخير الليالي. لشهر رمضان بركة يبلغ مداها السماء والارض ويصل خيره ما قدر الله له ان يصل ويتسابق المحسنون والمتصدقون في عطاءهم طمعا برحمة الله. في مدينة صغيرة لكنها كبيرة بافعالها، نائية لكنها قريبة الى باريها والى قلوب الفقراء، يقطنها اناس بسطاء لكنهم عظماء بافعالهم «يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة»، فكروا وخططوا وقرروا وتنافسوا وانتجوا مشروعهم الكبير تحت عنوان « المطبخ الرمضاني » .
ها هي السنة الثانية على التوالي يباشر الافذاذ من شباب اللطيفية بتجهيز وجبات الافطار لألاف العوائل المحتاجة والمتعففة لتصلهم الى بيوتهم. ما يميز هذا المشروع الخيري عن سواه هو النوايا الخالصة لله وحده وديمومته مستمدة من تبرعات العوائل الميسورة والافراد وكل من يرغب بالمشاركة وخيره وفير يمتد ليصل قرى ومدن اخرى. ياتي رمضان وهناك من لا يجد ما يسد به جوعه وهناك عوائل ذوي فاقة واطفال وايتام ونساء وارامل بالكاد تجد كسرة خبز دون معيل يعيلها، ومن باب الشعور بالمسؤولية وتقربا لله تعالى لتتنزل رحماته، بادر ثلة من شباب اللطيفية بانشاء هذا المشروع الخيري لعل الله يرحمهم ويرحم اهل هذه القرية المتصدق اهلها. امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم « والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع» باشر الشباب بالاعداد والتجهيز وفتح باب التبرعات والصدقات لكل من يرغب ان يساهم في هذا الخير ليباشروا بالطبخ والتجهيز والتوزيع على المنازل «دلفري» دون ان يتكلف المحتاج مذلة السؤال ويبدا من اول يوم من رمضان ولمدة شهر كامل عسى الله ان يتقــــــــــــبل منا ومنهم، فبمــــــثل هذه المشاريع يكـــــــــــون التكافل والتضـــــــــامن وتنهض الامة حين يكون ابناءها على قلب رجل واحد.