ان المؤسسة التعليمية واحدة من المؤسستين المهمتين بالنسبة لي في تطور البلد الى جانب المؤسسة التربوية. وأن وجود اشخاص غير مناسبين لإدارة هذا الصرح العلمي المهم, يعد خطراً على مستقبل التعليم في العراق. فقد كانت الظروف التي افرزتها الحروب سبباً في خلق الفوضى في كل مفاصل الحياة والدولة والتي جعلت آلية توزيع المناصب تعتمد على مقاييس واعتبارات خاصة بالسلطات والاحزاب الحاكمة بغض النظر عن الاستحقاق او وجود الشخص الكفوء من عدمه لتسنم هذا المنصب او ذاك, فنلاحظ ان بعض الوزارات لا يديرها الاشخاص المختصين ولهذا يحصل تراجع في عمل الوزارات بسبب الفساد واتخاذ القرارات واصدار ضوابط جديدة والتي غالباً ما تضر بمصلحة الشعب. ان وجود الشخص المناسب في هكذا منصب يجب ان يكون ممن تدرج في العمل داخل مؤسسة التعليم وله خبرة اكاديمية او إدارية في هذا المجال والاهم من ذلك ان يكون هدفه العمل من اجل مصلحة المؤسسة ويبذل جهداً كبير في تقويم مجال التعليم من خلال التخطيط الصحيح الذي يتضمن تعيين لجان مختصة من اجل تشخيص الاخطاء السابقة لضمان عدم تكرارها والعمل على وضع اساس قوي لنظام التعليم. فالإدارة غير الصحيحة في بعض الاحيان من قبل بعض الاشخاص, ادت الى تراجع مستوى التعليم على مدى سنوات, ومن المؤشرات على ذلك استبعاد جامعات العراق من قائمة التصنيف العالمي الخاص بجودة التعليم وفي افضل الاحتمالات قد تتذيل القائمة بعض من هذه الجامعات. بالإضافة الى الفساد الاداري-المالي, فنلاحظ مثلاً ابنية الكليات الحكومية (الرسمية) تعاني الاهمال منذ سنوات, وان محاولات ترميمها تتم عن طريق مبادرات متطوعين من بعض الاساتذة والطلبة في بعض الكليات والاقسام. وقد وصل الفساد الى اصدار بعض التعليمات التي تتضمن فائدة مادية على حساب الطلبة فمثلاً زيادة الرسوم الخاصة بامتحان الكفاءة وهو من متطلبات التقديم للإمتحان التنافسي الخاص بالدراسات العليا وغيرها من الرسوم التي تستحصل بين الحين والآخر من الطلبة لاسباب عدة, اما الجانب المتعلق بالمنهج وطرق التدريس فهي لا تواكب التعليم المتقدم في الدول وابسط مثال على ذلك خلو القاعات الدراسية من شاشات عرض وهي اهم وسيلة يجب توافرها في هذا الصرح العلمي عدا عن المختبرات الخاصة بالورش, ومن المشكلات ايضاً تخرج الالاف من طلبة الدراسات الاولية والعليا كل عام دون وضع الخطط التي تضمن تعيين وتوظيف هذا الكم من الخريجين فقد ارتفعت نسبة البطالة بين فئة الشباب, وقد زاد ذلك من شعورهم بالظلم واليأس والغضب لرفضهم الواقع السيء مما ادى الى خروجهم بتظاهرات كبيرة قبل سنوات اجتاحت محافظات عدة ولم ينتهي الامر الى هذا الحد بل تشهد بعض المدن من فترة لاخرى تظاهرات خاصة بطلبة من كلية او قسم محدد شعروا بالظلم لعدم توفر درجات وظيفية لهم في المؤسسات الرسمية والخاصة لندرة تخصصهم وعدم حاجة السوق لهم. هذه جزء من اسباب كثيرة ادت الى عدم تطور هذا المجال ولو كان الشخص المناسب في المنصب المناسب, لكان العراق في مقدمة الدول بمجال التعليم على مستوى المنطقة وحتى القارة.