ولد في القاهرة. تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج بتقدير امتياز عام 1970م مما أهله للعمل كمعيد بالمعهد، ولكنه ترك التدريس وأسس “استوديو الممثل” كممثل ومخرج وما سوف نتحدث اليوم هو نوع من أنواع المسرح المختلف عن بقية الأنواع فللمسرح مذهب ومدارس المسرح التراجيدي والدراما الجادة والمسرح الكوميدي والدراما السوداء. ومسرح العرائس. والمسرح التجريبي. والمسرحيات الموسيقية (الغنائية). والمسرح الصوتي الدرامي (الأوبرا). والبالية والرقص الحديث. ولكن مسرح محمد صبحي هو نوع خراج عن كل ما ذكرت ولكن هو نوع ينشر التثقيف التوعوي والتربوي وقد بدأ مشواره الفني هذا منذ زمن طويل فكانت هناك اعمال درامية كوميدي تصب في هذا الهدف وهو الهدف التوعوي وكانت اعمال (سنبل بعد المليون) خير مثال على ما ذكرت وكان هذا في بداياته الفنية وألحقها بالعمل الفني المتميز (يوميات ونيس) وكان هذا العمل توعوي تربوي بامتياز ولم يتوقف عن نوعية تلك الاعمال وهذا يعتبر مجازفة لشخصية الفنان في الساحة الفنية في خضم الجنون وكثرة الاعمال الفنية ولكنه في المسرح اخذ مسار مختلف فقد جمع خليط متجانس من قواعد التوعية والنقد السياسي والسخرية الكوميدية ليظهر نتاج مغاير عالي الدقة في انتقاء المصطلحات والاهداف التي يراد اصالها للجمهور وقد كان له ما أراد فالمسرح الذي كان يرمي له هو مسرح ذو شجون يرتقي الى الصفوف الأولى في المسارح العالمية وليس هذا بالأمر السهل فأداره للمسرح يجب ان يتوفر فيها الوعي فكري قادر على انتقاء المواضيع التي تستفز الجمهور ومن خلالها يكون بث الوعي للجمهور من خلال القنوات الفكرية للنص وقد ذهب الى ابعد من هذا فأبتدع الأسلوب الارتجالي وهذا اخطر الأساليب على خشبة المسرح وقد يكون العمل المتميز والإنساني في وقت واحد هي مسرحية (وجهة نظر) وكان هذا العمل بالاشتراك مع الفنانة القديرة عبلة كامل وكان هناك في اسقاطات رائعة في تسليط الضوء على قضية الفساد المتغلغل في المجاميع البشرية وقضية التضليل التي يشار لها بالعمى وقد تميز العمل بأداء رائع ولم يكن هذا العمل الوحيد فقد كانت هناك اعمال رائعة كثيرة تتضمن الكثير من النقد السياسي والاجتماعي وهذا ما اعطى لمسرح محمد صبحي صبغة مميزة ذات طابع خاص لا يمكن تجهله بال ارتقى الى مستوى الذي يكون مدرسة من مدارس المسرح العالمي الذي يشاد له بالبنان وهذا لم يكن محض الصدفة ولكن بالعمل الدؤوب والوعي الثقافي الذي يملكه هذا الرجل وهنا يجب ان نقف قليلاً ونعترف بان ما يقدمه هو نتاج ثقافي من العيار الثقيل في تاريخ المسرح المعاصر وهنا يجب الثناء على الاعمال التي ترتقي الى الاعمال النبيلة