قالت متسائلة : ما بال الحب ترافقه دموع وأحزان وآهات ! هل إنقلب الحب نقمة ؟ قلت : دعيني أوضح لك الأمور ببساطة ؛ ليس أجمل من الحب الصادق العفيف بنقائه وبهائه فهو ظل وارف يجمع بين قلبين …أجل هو هكذا كلما إلتقى الحبيبان فيتحدثان حديث الروح ؛ حديثا نابعا من أرجاء النفس المتطلعة إلى السمو والكمال ويرسم لوحة فيها آمال وطموحات للغد الذي ينتظرهما ويجمعهما في عش زوجي دافئ . أما في ساعة الفراق فالأمر أصعب مايكون ؛ إذ أن الشوق يفعل مفعوله في النفس ؛ لذا يكون الليل طويلا على الحبيب لتكون الآهات علامة من علامات وجده وهيامه ؛ يتحسر فيها على بعده والمسافة الفاصلة عمن يهواه ويتمنى أن يجمعها لقاء لا فراق بعده …هكذا هي المشاعر تكتنفها أحزان طارئة مستجدة تفرض نفسها في هذه الساعات ؛ فيا له من شوق يقتحم القلب والروح …وهكذا هو الأمر في ساعات اللقاء والفراق .