العطاء .. لا يقتصر على الكبار فقط بل للصغار حصتهم وقد تكون بتميز .. وهذا موضوع مهم ينبغي ان نعلم صغارنا عليه في البيت والمدرسة وفي ساحة اللعب والحديقة ..

و العطاء يتخذ اشكالا مختلفة وهو لا يقتصر على المال .. فقد يكون العطاء المعنوي أبلغ تأثيرا ووقعا في النفس .. الابتسامة .. السلام والتحية .. الكلمة الطيبة .. التعاون .. المحبة … كلها عطاء ..

درس مفيد قدمه الصغار للكبار عن التكافل والتعاون والابتعاد عن الأنا المذمومة ..  خلاصته :

قام أحد علماء الانثروبولوجيا بعرض لعبة على اطفال أحد القبائل الافريقية البدائية ، وذلك بوضع سلة من الفواكه اللذيذة قرب جذع شجرة وقال لهم : إن أول طفل يصل الى الشجرة سيحصل على السلة بما فيها ، وعندما أعطاهم إشارة البدء تفاجأ بهم  ، وهم يسيرون سوية ، يمسكون بايدي بعضهم ، حتى وصلوا الى الشجرة وتقاسموا الفاكهة .. وعندما سألهم لماذا فعلتم ذلك ، فيما كان بامكان أي واحد منهم الحصول على السلة  بمفرده ، وتكون له  وحده فقط ؟ أجابوه بتعجب .. كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيدا فيما يكون الباقون تعساء .. ؟..

العطاء ليس له حدود .. يبدأ من إماطة الاذى عن الطريق ، ويصعد الى التضحية بالنفس والمال من اجل هدف نبيل سام

ولا قيمة للحب بلاعطاء ..

ومن اراد السعادة فعليه ان يجرب العطاء .

 

والعطاء لا يقتصر على الشباب فقط بل لكبار السن حصتهم المتميزة ايضا .

كل مراحل الانسان  جميلة  بما فيها شتاء عمره  .. اليس الشتاء فصلا مهما كبقية الفصول .. فلماذا نحاول   أن نلغي هذا الفصل من أعمارنا  بحجج غير منطقية ، ما دام فينا قلب ينبض ، وعروق تجري فيها الحياة ؟

كل فصول السنة  جميلة ، وإن كان الربيع أجملها  … بما في ذلك الشتاء  ، فهو جميل أيضا لولا إرتجاف الفقراء من البرد كما يقول شكسبير ..

ومع ذلك فهو أحد فصول السنة وفيه من الحياة والحركة والنشاط ما في الفصول الاخرى ..

والعطاء لا يتوقف ابدا عندما يتعرض الانسان الى ابتلاء وامتحان في المرض او الفقر او اي مصيبة يتعرض لها في حياته ..

السياب وهو على فراش المرض قبل موته يشكر الله على كل شيء في السراء الضراء .. في العطاء وهو بصحة تامة او في المرض الذي لن يحد من قدرته وطاقته ..

في مرضه ابدع هذه القصيدة الرائعة عن قناعة تامة بما يؤمن به  وبارادة الله في المصائب أو هو في صحة وعافية وهو على فراش الموت :

لك الحمد مهما استطال البلاء

ومهما استبد الالم

لك الحمد ان الرزايا عطاء

وان المصيبات بعض الكرم

الم تعطني انت هذا الظلام

واعطيتني انت هذا السحر

فهل تشكر الارض قطر المطر

وتغضب ان لم يجدها الغمام ..

والحمد لله  على كل حال .. في السراء والضراء ..

 

كلام مفيد :

ننشأ وفي اعتقادنا ان السعادة في الاخذ ثم نكتشف انها في العطاء ..(  سومرست موم ..روائي وكاتب مسرحي انكليزي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *