الموت حق ؛ والله خلق الموت الحياة ليبلونا أينا أحسن عملا ؛ ومع ذلك نحن نشعر إزاء الموت بخوف ورهبة وكأن الحياة الدنيا طابت لنا بلهوها ومتاعها وغرورها . هكذا هو الإنسان أينما يكون تراه متمسكا بدنياه الفانية ناسيا نعيم الآخرة الباقية ؛ وهو إن أصابته علة يبحث عن أسباب شفائه بأية وسيلة ويغدق من المال الكثير كمحاولة لإسترجاع عافيته حتى يهنأ بدنياه ؛ وهو إن أفتقر وضاقت به سبل العيش تراه ما يزال يبحث عن مخرج لينعم بدنياه . إن محاولة الفرار من الموت يدفعنا للتشبث بالحياة ولو الى حين ولأجل معلوم ؛ فالموت ألذي تفرون منه فإنه ملاقيكم فأين تذهبون ! ( إنك ميت وإنهم ميتون ) ولعل أكثر ما يؤلمنا هو حين يفارقنا أحد الاحبة ليغمرنا حزن شديد الوطاة على النفس ..أجل هو الأمر كذلك إزاء موقف صعب مع من عاشرناه زمنا طويلا سواء كان أبا أو أما أو أخا أو زوجا ؛ وهذا رسول الله يقول بعد وفاة إبنه إبراهيم ( إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا لمحزونون عليك يا ابراهيم )