لستُ واثقًا ما إذا كنتُ سأخبرك الحقيقة يا عمي، حقيقة أن آلامًا غزيرة هطلت على قلبي الليلة. كل شيء فيَّ صار يصرخ: «وأخرتها يا عمي؟ اخرتها إيه يا حجي؟». ولكن هل لقلبِ المرء قدرةٌ على البوح بكلِّ شيء؟ ، أم أن الكلُّ شيءٍ هذا يموت المرء إذا نفث به؟

دعني اسألك، هل سبق وحاولت الإمساك بقلبك بكلتا يديك لايقاف الألم؟ أنا فعلت.

آهٍ يا عمو، أيُّ سفينةٍ هذه التي ستقف في وجه كل هذه العواصف؟ الغرفةُ فرنٌ لفرطِ الحرارة، فلماذا جسدي يرتعش؟

لا أريدُ أن أُثقل كاهلك بتساؤلاتٍ عبثية لا إجابة لها.

أتعرف ما الذي يقتلنا يا عمي؟ يقتلنا العطش، نعم إنّه الظمأ المفرط للروح، نحن نحيا دونما أرواح. يقتلنا الحنين إلى التراب. آه لو أن يدًا كيارستمية مسحت على قلبي لأصبحَ حديقةً للعصافير.

ولكنَ الخواء الفج يزداد اتساعًا فيّنا كلّ يوم. لقد أخذ الظمأ مِنا مآخذًا. أتعرف ما معنى أن يولد المرء ظمأ ؟

الأشياء في عجلة من أمرها، الكل باخعٌ بنفسه عبثًا خلف سراب. قل لي يا عم وألم تصل «سمران» إلى أحضان «راج» بعد أن لحقت بقطاره؟ فلماذا صارت القطارات سريعة جداً هذه الأيام. أو لربما لأنّ «سمران» كانت صادقة بلغت مرادها. لا أريد أن لقصتي أن تنتهي هكذا. أريد لقلبي أن يرتوي بالحب والسلام. أريد لجسدي الجاف أن يرجع نديًا بقبلة امرأة أو بعناقها. لا أريد أن أموتُ ظمأً مثل نساء «عرق البلح».

سأخبرك بقية أحلامي يا عمي عندما التقي بك. عندما تسمع صوت «أجراسِ الكنيسة» تأكد أني سأكون بانتظارك. فمتى ستقرع أجرسُ الكنيسة؟

* يداً كيارستمية: هي تجسيد لأعمال المخرج الإيراني الكبير عباس كيارستمي لأن أعماله العظيمة ذات الطابع البسيط تحث الإنسان إلى العودة إلى الذات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *