-1-

الوصول الى القمم والسعي الى بلوغ أعلى الرتب ، طموح يراود ذوي النفوس الكبيرة فيدعوها الى العمل الجاد الحثيث لامتلاك نواصي العلم والأدب والمعرفة لتحتل مكانها العالي تحت الشمس .

وفي هذا يقول المتنبي :

اذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ

فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ

فطعمُ الموت في أمرٍ حقيرٍ

كطعم الموت في أمر عظيمِ

-2-

وتاريخ العظماء من الرجال .. يشهد لهم بمعاناتهم الطويلة وكدحهم المضني في مضمار اكتناز العلوم والمهارات الفائقة التي تؤهلهم للصعود والارتقاء الى الروابي العالية وعندها يعظم قدرهم ويجل شأنُهم ويتغنى الناس بأخبارهم وابداعاتهم .

-3 –

غير أنَّ هناك رجالاً ضعفت هممهم وآثروا العافية ورأوا السلامة في الخمول..!!

اسمع ما قاله ابن وككيع :

لقد قنعتْ همتي بالخمول

فصدّت عن الرتب العاليهْ

وما جهلتْ طعمَ طيبِ العُلا

ولكنها تؤثر العافيه

انها تدرك جيداً أنّ السمو والتألق طيّبُ الطعم ، ولكنها تخشى استهدافها ومن ثم القضاء عليها ولهذا فهي تؤثر العافية ..!!

وهذا منطق غريب لا يصح الركون اليه لانه يدعو الى تضييق الخناق على التواقين لصعود الجبال من الموهوبين والنوابغ .

وعلى هذا النهج سار أبو الفتح القضاعي فقال :

بقدرِ الصعودِ يكونُ الهبوطُ

فايّاك والرتب العاليه

وكُنْ بمكانٍ اذا ما سقطتَ

تقوم ورجلاك في عافيه

-4-

نعم

انّ اللجوء الى الوسائل اللامشروعة للصعود مذموم وغير مقبول على الاطلاق، فالصعود حقٌ للعظماء والنوابغ لا للنرجسيين الذين لا يملكون الاّ حب ذواتهم والاعجاب بها دون مقـــــــومات ومؤهلات .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *