ليس جديدا القول ان العراق بلد ريعي يعتمد اقتصاده كليا على عائدات النفط وهو سلعة تخضع لمضاربات السوق العالمية وقد تسفر عن ذلك كارثة وطنية يصعب علاجها ولابد من خطط ستراتيحية مسبقة.
نقول ذلك ونحن نتابع خطوات الحكومة وهي تهدر الترليونات على نفقات هامشية وتشغيلية القليل منها يخصص للبنية التحتية وتختفي خطط الانتاج وتعظيم الموارد الاخرى او ضبط جبايتها حيث تستحوذ عليها مافيات الفساد المنظم وكل ما يحدث وعود بالضرب بيد من حديد على رؤوس المفسدين ويتبين بعد ذلك ان هذا الضرب هو مساح لين وتمسيد وتدليك لهذه الديناصورات ويبدو ان المطرقة من ريش والدليل ان هذه الحيتان التي اظهرتها الحكومة في وسائل الاعلام في مشاهد المنتصر الذي استعاد ثروات الشعب ووضع خلف القضبان كبار اللصوص. لكنه في الواقع استرد فتات الفلوس وترك الديناصورات تسرح وتمرح وتعود بتسميات اخرى وامام عينك يا شعب .
ان تامل تخصيصات الموازنة سنرى العجب في هدر الاموال ومضاعفة التخصيصات للاجهزة الامنية وللرئاسات وللايفادات المفتوحة والمكوكية واستيراد المركبات الحديثة ومواد استهلاكية لها بدائل محلية لكن سياسة الترف بدلا من التقشف وانشاء صندوق وطني للادخار واعادة توجيه صرف الاموال لبناء جامعات حديثة ومعاهد متخصصة ومدراس ملائمة لتعزيز سياسة التعليم المجاني ووقف زحف الاستثمار غير المناسب في التعليم ناقص الجودة فضلا عن التامين الصحي الحقيقي ومعالجات ذكية لتحسين البيئة وايجاد خزانات للمياه. .. وللاسف هنالك غياب لمشاريع اساسية لتنمية الثقافة والفنون والذوق العام وتربية الانسان وتنمية السياحة والحد من الخرافات والتوجهات العقائدية المتطرفة والسعي لبناء هوية وطنية واضحة المعالم.
بصراحة ان ثرواتنا تنهب وتبذر وكل صانع قرار ينفق مليارات لتلميع صورته والترويج لمنجزاته عبر وسائل الاعلام والجيوش الالكترونية وشلة المستشارين والعمل لتمديد ولاية دولة الرئيس بوصفه القائد الضرورة.
ومن ينتقد ويجتهد لتصحيح المسار توجه له شتى التهم ويهمش بوصفه معادي للمسيرة الجهادية. ولايصح الا الصحيح.