الدولة التي فقدت مقوماتها ليست بدولة ، الدولة التي يفقد فيها القانون سلطته ليست بدولة ، الدولة التي يتكاثر فيها اللصوص كما يتكاثر الذباب ليست بدولة ، الدولة التي تخنق الحرية ليست بدولة ، الدولة التي لم تستثمر اموالها الطائلة في تقدم اقتصادها ليست بدولة ، الدولة التي ترعبها التظاهرات السلمية ليست بدولة ، الدولة التي تقتل مواطنيها بدم بارد ليست بدولة .
هكذا هو حال وطننا .. وطن بلا دولة ، لأن من يتولى أمر وطننا عصبة من اللصوص استغلت فرصة جلوسها على كرسي الحكم في غفلة من الزمن فراحت تلعب لعبتها في تدمير الوطن وكأنها على ثأر معه في تاريخه وحضارته ، ووقفت تنظر الى الرعية نظرة استخفاف فلم تنصر مظلوما ولا اغاثت ملهوفا ولا اطعمت جائعا ولا كست يتيما ، شغلها الشاغل سرقة المال العام وأن تحيا حياة الغنى والرفاهية على حساب الرعية البائسة .
دولة اخترقت فيها الاحزاب الدينية الفاسدة مفاصلها السياسية والاقتصادية والثقافية دون ان تفهم سياقاتها .
دولة اثارت فيها هذه الاحزاب غبار الماضي لتعزف على وتر الطائفية وليشهد الوطن اقتتالا دون هوادة بين أبنائه ..
وماذا بعد !.. ان الحديث يثير الشجون لدولة اصبحت اضحوكة بين الدول ومهزلة من المهازل تحت انظار شعوب الأرض .