مثلما يمرُّ العمرُ
كدورةِ ماءٍ في الطبيعةِ… كنّا نتبخرُ
كخُصلٍ بيضاءَ ظاهرةً على (النجتيف)

كنتُ أجمعُ بقايانا
من أذرعةِ الضوءِ
من شفتي الشاطئ
من قبلاتِ أغنياتٍ قديمةٍ.

كلُّ ملامحنا التي تبخرتْ جراءَ تفاعلاتٍ لا تعنينا، هي نفسها كانت كسولةٌ لكلِّ ابتهالاتِ السماءِ والأرضِ بالارتواءِ، تلك اللحظةُ كانت دافقةً لفراقٍ عفيفٍ والطرقِ التي لا تمرّّ بنا لا تؤدي إلى الشعرِ.

حملَ في قلبِهِ ضريحًا وبعض ارتعاشاتي مهيأة لسبات عميق… ما أقسى حملَ مقبرةٌ داخلكَ!

في هذه البلادِ نحن خليطٌ سهلُ الترشيحِ مقارنةً بميوعةِ الزئبقِ، فقدَ طولي الموجي ألوانهُ السبعةُ.

في هذه البلادِ لن نمتزجَ أبدا كالماءِ والزيتِ يعلو بعضنا الآخر ومتى أردنا الامتزاجَ حتى خواصنا الفيزيائيةُ تفصلُنا، صورتنا الصاخبةُ التي على الماءِ طمسَتها الموجةُ.

أعلم أنَّا الخريطةُ لهذا العالمِ
وأنَّا الدرسُ لهذه الاعتباطيةِ، في هذه البلادُ أنت كائنٌ عينيٌ
بسطحيتِكَ المدقعةِ
بأخمصِ روحِكَ
بأطرافِكَ المأثورةِ
بشفتيك المكرورتين

ستتعرفُ إليَّ وتنساني وتتعرفُ إليَّ مجددا بالمقدار ذاته من اللامبالاة ومع هذا سيقشعرُ قلبي لكلِّ المراتِ.

فالعالمُ الآن أنا وأنتَ،
آدم الذي سرقَ مذاقَ التفاحةِ، لو كان فيلسوفًا لحدثنا كيف يحملُ الغصنُ التفاحةَ بين ذراعيهِ؟
لو أنه فعلَ لما وجدنا كلَّ شيءٍ يتناسلُ؛ فالعناقُ نزوةُ اليدين ما الحبُّ إلا كتلةٌ طينيةٌ يشكلُها العناقُ

في هذه البلادِ سأكتفي بهذا القدرِ من الاستعمارِ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *