احبك واتمنى كل الخير لك واستمحيك العذر عن هفواتي ان قلبي لازال وسيظل ينزف دماً ولكن عليّ ان اخضع على للامر الواقع فمنذ زواجك الى اليوم كانك بجنبي ولكن الواقع غير هذا فأنك اصبحت لغيري كجسد لا وجود لحياة زوجية بلا مشكلات او خلافات، ومن يعتقد ان وجود الخلافات بين الزوجين هو بحد ذاته نذير شؤم فهو خطئ بلا شك، هذا ما يقوله احد الخبراء في مقال له عن كيفية ادارة «الصراع» داخل البيت العائلي. كيف يمكن مواجهة الخلافات الزوجية؟ هل باخمادها؟ هذا الحل هو اقرب الى المستحيل، او هو اشبه بالمشي على البيض من دون كسره، او السير في حقل الغام من دون دليل، النتيجة دائما تكون الانفجار. في مقابل ذلك هنالك استراتيجية الحوار، التي تؤدي الى اشعال المزيد من الخلافات من وقت الى اخر، لكنه ينزع فتيل الانفجارات الكبرى لأنه يزيد من الفهم المتبادل ويساعد على البوح وتفريغ الاحتقان. ويؤكد الخبراء ان ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمعات المعاصرة مرده الى الفشل في ادارة الخلافات الزوجية، ولهذا فأن معظم حالات الطلاق تتم في السنوات الخمس الاولى، حيث ان الزوجين لم يستوعبا بعد دروس التعايش ولم يتعلما فنون التعامل مع المشكلات والخلافات. وبعد تلك السنوات الخمس يكون الزوجان قد تمرسا بشكل جيد على مواجهة الظروف والاختلافات، ومن ثم فأنهما يطوران استراتيجيات ذكية وحصيفة في هذا السياق.

ومن تلك الاستراتيجيات مثلاً ان للخلاف وقتاً وللوفاق وقتا، ومن ثم فأن مناقشة أمر خلافي يجب أن تكون في وقت مناسب، وليس في اي وقت. ومن ذلك ايضا ان الاستماع اهم من الكلام وهو اصعب ايضا، والطرف الأكثر تأثيرا في الاستقرار الزوجي هو الطرف الذي يستطيع الاستماع اكثر وليس ذاك الذي يتكلم كثيرا ولا يصغي. ومن التمرس ايضا ان يتحلى المرء بالمرونة والاستعداد لتقديم التنازلات من اجل الوصول الى التفاهم. وفي السنوات الاولى يكون مستوى المرونة اعلى من الصفر قليلاً، لكنه ما يلبث ان يعلوا ويتزايد حتى اذا مرت السنوات الخمس فان المرونة تصبح هي الأساس، والتشدد استثناء واذا كانت المعارضة حقاً مكفولاً لكل من الزوجين، فان السخرية والنقد اللاذع والتهكم هي من الأمور التي لا تفضي الى أي حل سوى انها تستفز الآخر وتجعله ينفر وينسحب ويتقوقع ويدافع عن نفسه باستماتة. وهذه ايضا من الأمور التي يدركها الراشدون والعاقلون من الأزواج.. وثقتي فيك كبيرة فعيشي حياتك كما هي وان الماضي لن يعود كالموت وهذه هي الحياة كلها اهات وحسرات بالنسبة لنا.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *