-1-

استدل بعضهم على تقديم الكثيرين المال على النفس والحياة من خلال استحضار المثال التالي :

لو وَعَدَك واعدٌ بمنحك مبلغاً من المال وحدَّد لك أجلاً لذلك ، فانك خلال مدة الانتظار تتمنى أنْ تنقضي الأيام سريعاً ليحل الاجل وتقبض المنحة ، مع أنَّ الأيام التي تريد انقضاءها بسرعة هي أيام عمرك، ومعنى ذلك انك قدّمت المال على العمر والحياة ..!!

وتقديم المال على الحياة لا يرضاه الاّ عبيد المال .

-2-

وعبيد المال موجودون في كل عصر ومصر

ولقد سمعتُ قبل أيام بجريمةٍ مروعة أقدم فيها أحد عبّاد المال على قتل أمّه وشقيقيْه زاعما أنهم كانوا مدينين له بخمسة ملايين دينار ..!!

والسؤال الان :

لو كان هذا الولد العاق لأُمّه والمستهين بدماء شقيقيْه ممن يملأ الايمان قلبه، وممن يحرص على الامتثال لأوامر الله ونواهيه، لما أقدم على مثل هذه الجريمة البشعة التي تكشف عن الإفلاس الكامل عقائديا واخلاقيا وانسانيا واجتماعيا ، وما أقدم عليه من فعل شفيع تأباه حتى الحيوانات..!!

-3 –

انّ الاشتباكات المسلحة التي تقع هنا وهناك بسبب النزاع على أَشبْارٍ مِنَ الأرض، او تجاوز على حقّ ، ما هي الاّ المصاديق العملية لعبادة المال ، تلك العبادة المقيتة التي تُجِرَدُ أصحابَها من الإنسانية فضلاً عن الدين .

-4-

انّ المال وسيلةٌ وليس غايةً وعبّاد المال يجعلونه غايةً يستبيحون معها أن يُنزلوا بِمَنْ يحجبهم عنه حتى ازهاق الأرواح وتلك هي الهمجية الذميمة التي تشي بالخسة والضعة والانسلاخ من القيم .

-5-

يقول الشاعر :

أنتَ للمال اذا أَمسَكْتَهُ

واذا أَنْفَقْتَهُ فالمالُ لَكْ

وعبيد المال يمسكون ولا ينفقون …

وهم يجمعون لغيرهم ويُبقونه للوارث والحارث فيعيشون عيشه الفقراء ويحاسبون حساب الأغنياء، فهم تعساء في الدنيا ومعذبون في الاخرة، وذلك هو الخسران المبين .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *