يختلف مفهوم الحرية من مجتمع لآخر، وفقاً للظروف السياسية والاجتماعية التي يعبشها افراد ذلك المجتمع؛ لذلك فإنَّ جان جاك روسو في كتابه (العقد الاجتماعي) بأن الانسان قد ولد حراً وهو مكبل بالاغلال في كل مكان، يومكن تفسير هذه الاغلال بكل انواع القيود التي تكبل الانسان وفسر الفيلسوف (ليبنيز) معنى الحرية بأنها عبارة عن قدرة المرء على فعل ما يريده أما فولتير قال فيها: (عندما أقدر على ما أريد فهذه حريتي) ففي العصر الحديث وبعد ان جاءت الثورة الفرنسية أصدرت (وثيقة اعلان حقوق الانسان) اعلنت اعترافها بالحقوق الطبيعية والحريات، واصبحت هذه الحقوق في نظر الانظمة الديمقراطية مبادئ أساسية معترف بها للانسان، لا يجوز للدولة ان تمسها أو تحد منها.
واجهت الحرية نوع من التشاؤم في عالمنا اليوم حول واقع فكرة الحرية ومستقبلها ولاشك ان هذا التشاؤم لا يعد مجرد تشاؤم محظ، وانما هو واقع محسوس؛ لذلك يقوك هاليفي ان الحرية قد ماتت في مهدها وانها في تلك الدول القليلة التي لم تمت فيها الحرية قد اصابها مرض عضال ؛ لذلك نرى أو نجد ان الانظمة الاستبدادية قد انتشرت في كل مكان من العالم وأصبحت الظاهرة الطبيعية الشائعة، ومما أدى الى فقدان الشعب من حقه في اختيار حكامه بحرية بلجاء الاختيار نتيجة التحزب او الفساد او الرشى بالمقابل هو عدم السماح بوجود المعارضة التي تقوم بدور الرقابة على السلطة فالمعسكر الشرقي يتهم المعسكر الغربي بالاستبداد والاستغلال، علما ان النظامين الشرقي والغربي بعيدان كل البعد عن الحرية، إذ أصبحت شعار لا يحمل أي مضمون، على الرغم من تضمين أغلب الدساتير(الحقوق والحريات العامة) والتي يجب ان تضمن امتيازات للافراد في مواجهة السلطة (حرية العقيدة، وحرية التعبير والكتابة، وحرية التعليم) ، فالحقوق التقليدية فردية توفرها الدولة للأفراد، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والتي فيها على الدولة ان تقوم بالعديد من الواجبات تجاه الافراد.