دائما ما يطلق هذا المثل على العمل الترقيعي لايهام الناس والهائهم بان هناك عمل جيد لتمثيل وتزويق وتصنع تقديم الخدمات للناس وهي في حقيقة الامر لا شيء مما سبق وانما تقديم المصالح الشخصية وملء الجيوب وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذا النوع من الناس وفضحهم ووصفهم بالاخسرين اعمالا ثم قال عنهم « الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا»، فكانت اعمالهم كاعمال اولئك الذين اشتدت بها الريح في يوم عاصف. السالك لطريق بغداد الجنوبي يتمثل امامه هذا المثل على ارض الواقع فذر التراب في العيون قائم على قدم وساق مذ ان احيل الطريق على احدى الشركات بميزانية مليارية . لقد ازيلت الاشجار على جانبي الطريق وفي الجزرات الوسطية وازيلت معها جسور المشاة والارصفة والاسيجة الحديدية وكل ما يشير الى وجود شارع معبد ولم يبقى سوى الخنادق المحفورة على امتداد الشوارع مع النفايات واكوام التراب التي تعمي العيون ناهيك عن عشوائية عبور السيارات كيفما اتفق واينما اتفق فضلا عن المخاطر الجمة والحوادث اليومية والارواح التي تزهق بسبب الشوارع المفتوحة على بعضها وكأننا في غابة. كل هذا يحدث امام انظار المسؤولين وقد مضى ما يقارب السنة ولم نتقدم خطوة الى الامام وكأن مدخل بغداد الجنوبي لا يمثل واجهة بغداد نحو المحافظات المقدسة. لا زال البعض يمتهن ذر التراب في العيون ولا زلنا نكافح لحماية اعيننا من التراب لنبصر الصواب.