ورأى طاهر مريم بعد غياب , احس كأنه طفل امام جمالها وسحرها , وعاد خفقان قلبه اليه كرعشة عصفور , وخيل اليه انه يقرأ في عينيها تساؤلا عن غيابه ..
اتراها عرفت بمرضه ؟ اتراها حنت اليه واشتاقت لطلعته ؟ ماذا يقرأفي عيني هذه الحورية ؟ تجاهلا ؟ صمتا رهيبا ؟ نكرانا ؟
تمنى لو انه يفهم منطقها ..لغتها السرية , ما يدور في اعماقها ,ثم بعدها يرتاح على الأقل من اللغز المحير .
ماذا اصابه ؟ هل يفقد العقل توازنه في ساعة الشوق الملتهب ؟ هل يدفعه الأنبهار المجنون الى الوقوف على حافة الهاوية ؟
والقى الدرس بصعوبة محاولا ان يستجمع قواه .. واذا كانت الحمى قد فارقته فهذه حمى مريم اشد سخونة ,وهي جالسة تنظر اليه وتستمع اليه , قد لا تهتز لها شعرة لكل ما يعانيه , قد لا يكون لديها ادنى احساس بعذابه .ويل له وويل لحبه !
ومع ذلك ستظل مريم جنته الوارفة عرفت ام جهلت ..مع يقينه انه لن ينعم بظلال هذه الجنة , غير انها تسري في دمه رغم كل ذلك , وان صورتها منقوشة في صدره يحملها معه اينما ذهب , ليس بوسعه فعل شيء اكثر من ذلك .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *