رجل تجاوز الستين وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه …أما كيف بدأت الحكاية ..فقد وجد نفسه يوما يتطلع الى صفحات التواصل الإجتماعي ليقف امام مشهد يثير حفيظته ؛ فها هي امرأة تعلن مدى حزنها على وفاة أبيها وزوجها في حادث اليم وأن امها فارقت الحياة قبل أيام بعد صراع مع المرض . .وانها بقيت وحيدة تواجه الحياة . اهتزت عواطف الرجل إزاء هذا المشهد فتابع معلقا : حكايتك مؤلمة متمنيا من الله ان يرزقك صبرا جميلا ويكون لك عونا إزاء هذه الشدة . شكرته على موقفه وحسن مشاعره .
:بعد يومين كتبت له على الخاص : لقد بددت حزني وأعدت الى نفسي البهجة والفرح بجميل كلماتك ؛ علاوة على اني معجبة بكتاباتك الأدبية الرائعة . رد عليها بإقتضاب : شكرا لك اختنا الفاضلة . ولم يلبث بعد ايام ان جاءته رسالة منها تقول فيها : لا تستغرب ان قلت لك اني احبك . فوجيء بجراتها فكتب : يبدو أنك منفعلة لاني تعاطفت معك . قالت : لا ليس انفعالا بل حب صادق . قال لها : كيف يلتقي الخريف مع ااربيع ؟ قالت : احلى ما في الخريف الحكمة وانا اعشق فصل الخريف. استمرت الرسائل بينهما دون توقف وهي كل يوم تعطيه إشارة بمدى عشقها له . شعر بأن هذه الرسائل أعادته إلى نبض الحياة وخفقان القلوب وروح الشباب رغم ان له زوجة شاطرته عمرا من حياته وأنه يهيم بها حبا وله منها أبناء هم خلاصة آماله ..فهل يا ترى انشطر القلب شطرين ليجمع بين إمرأتين ..اي حب هذا ! قالت له وهي تعقب على تساؤله : اعتبرني الزوجة الثانية ولو بالأحلام ..قال لها : لولا بعد المسافات ولولا قسوة المجتمع لأ تخذتك زوجة ثانية كما تتمنين . وهكذا بقيت الرسائل بينهما عربون صداقة وحب لا تتوقف .