بدأت أفعال الانتخابات مبكرة وإن لم تبدأ الانتخابات فعليا، فالسلوك السياسيّ لبعض الأحزاب والشخصيّات السياسيَّة بدأ بالفعل الانتخابي وتمظهراته، رغم وجود فاصلة زمنيَّة تمتد لأكثر من عام للموعد المقرر فيه اجراء الانتخابات. السلوك السياسيّ للقوى والأحزاب السياسيَّة لم يتطور كثيرا ولم يختلف عن السابق في تأييدهم او معارضتهم او اِنتقادهم او دعوتهم لفعل معين، ذات الكلمات وذات الأفعال التي حفظها المواطن عن ظهر قلب. وفي اطار ملاحظة السلوك السياسيّ لبعض الشخصيات السياسيّة نلحظ اليوم سلوكا انتخابيا لبعض الشخصيات والأحزاب السياسيّة حتى اؤلئك الذين ليس لهم موقع تشريعي او تنفيذي حالي يسوغ لهم ” ربما ” هذا التحرك. ذات الفعاليات، والتصريحات سواء في المعارضة ام الموالاة، ذات التجول ” الفرفرة” في بعض مناطقهم، ذات التجمعات، التغريدات هي الأخرى لم تتغير، المواطن أصبح عندهم غاليا ونفيسا أي مواطن، شيوخ العشائر والوجهاء قطب الرحى،. هذا السلوك يوضح شغف السياسيين بالانتخابات ونتائجها لا لتطبيق برامجها السياسيّة بل في سبيل الظفر بمقعد تشريعي او تنفيذي في العملية السياسيّة المقبلة مع انتخاب دورة نيابية جديدة. من يدخل عالم السياسة ببساطة لا يخرج منه ببساطة، ومن يذق حلاوة النفوذ والسلطة لا يصوم عنها او يلفظها طواعية، اما التفكير بوجود برامج انتخابيّة واقعيّة يمكن تطبيقها على أرض الواقع تنفع المواطن، فمازال مجرد أمنية لدينا لم تجد طريقها للتحقق على الأقل حتى الوقت الراهن. كما هو الحال قبيل كل انتخابات يتم تشكيل كيانات سياسيّة جديدة رديفة بعنوانات أخرى اغلبها غير إيديولوجي، ظاهرها الاستقلالية والمدنية وباطنها خلاف ذلك، تنتهي هذه التشكيلات بعد أن تؤدي دورها المنوط بها. هذا لا يعني قطعا التشكيك بكل التشكيلات الجديدة فربما نعم ربما بعضها يحاول التغيير من خلال مشاركة ومزاحمة الأحزاب والتشكيلات السياسيّة التقليدية الكبيرة وطرح رؤى جديدة، لكن السلوك السياسيّ القائم لم يترك لنا خيارا بالأمل في تغيير منشود.