في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، يواجه مجلس الأمن تحديات حاسمة في جلسة اليوم لمناقشة الملف الإيراني. تتسابق القوى العالمية على اتخاذ قرارات قد تحدد مستقبل العلاقات مع طهران، بينما تقف روسيا والصين في وجه أي محاولات لفرض عقوبات جديدة. مع تصاعد الخلافات، هل سيشهد العالم قرارات مؤثرة، أم أن الفيتو سيظل السلاح الأقوى في أيدي الحلفاء؟

ما القرار الذي قد يتخذه مجلس الأمن؟

من المتوقع أن مجلس الأمن قد يناقش فرض عقوبات جديدة أو مراجعة العقوبات القائمة على إيران، خصوصًا في ظل التقارير التي تشير إلى زيادة تخصيب إيران لليورانيوم بمستويات تقرب من إنتاج أسلحة نووية. التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) في منتصف عام 2024 أشار إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تجاوز 142 كجم، ما يمثل زيادة مثيرة للقلق. التصريحات الأمريكية والبريطانية أكدت أنه لا يمكن تجاهل هذه التطورات وأن العقوبات الاقتصادية قد تكون خياراً محتملاً، بالإضافة إلى إعادة تفعيل آلية “سناب باك” لإعادة فرض العقوبات التي كانت مرفوعة بموجب الاتفاق النووي.

الفيتو الروسي والصيني: هل سيعرقل العقوبات؟

روسيا والصين تُعتبران حليفين استراتيجيين لإيران، وغالباً ما دعمتا طهران في المحافل الدولية. روسيا أكدت مرارًا أنها ترى أن إيران تتحرك رداً على الضغوط الأمريكية، حيث انتقد السفير الروسي في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، النهج الأمريكي في فرض العقوبات على إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن هذه العقوبات تسببت في تصعيد الموقف النووي الإيراني. أما الصين، فهي أيضًا تدافع عن إيران نظرًا للمصالح الاقتصادية المشتركة بينهما، وخاصة في مجالات الطاقة والتجارة. لذا، من المرجح أن أي قرار يتضمن عقوبات مشددة سيواجه الفيتو من روسيا أو الصين، ما يعكس التوتر القائم بين القوى الغربية والشرقية داخل مجلس الأمن.

رد فعل إيران وإسرائيل على القرارات

في حال صدور أي قرار ضد إيران، يتوقع أن تصعّد طهران من خطابها العدائي وتعلن عن خطوات جديدة لتطوير برنامجها النووي. السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أشار إلى أن بلاده تحتفظ بحق اتخاذ إجراءات مضادة لأي عقوبات جديدة، مؤكداً على أن برنامجها النووي سلمي. على الجانب الآخر، إسرائيل التي ترى في إيران تهديداً وجودياً، ستشجع على فرض المزيد من العقوبات وستواصل تحركاتها العسكرية والاستخباراتية ضد الأهداف الإيرانية، سواء صدر قرار قوي أو ضعيف.

موقف العراق

الحكومة العراقية غالباً ما تتخذ موقفاً متوازناً، حيث تسعى للحفاظ على علاقات إيجابية مع كل من إيران والولايات المتحدة. العراق يدعو عادة إلى الحلول الدبلوماسية ويرفض التصعيد العسكري، بينما الشارع العراقي منقسم بين مؤيدين لإيران ومعارضين لها، خصوصاً بسبب التأثير الإيراني في الشؤون الداخلية للعراق.

هل سيتم فرض حصار على إيران كما حدث مع العراق؟

سيناريو الحصار الكامل على إيران كما حدث مع العراق في التسعينيات يبدو غير مرجح في الوقت الحالي، وذلك بفضل الدعم الروسي والصيني القوي لإيران. كما أن إيران قد أظهرت قدرتها على التأقلم مع العقوبات عبر تحالفات مع دول أخرى والتفافها على العقوبات بطرق مختلفة. ومع ذلك، فإن استمرار العقوبات قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط الاقتصادية، وإن كانت ليست بمستوى الحصار الكامل الذي شهده العراق.

ختاماً
القرارات المنتظرة من مجلس الأمن بشأن إيران تعتمد بشكل كبير على المواقف المتباينة للأعضاء الدائمين. في حال استخدام روسيا أو الصين للفيتو، ستظل الضغوط الاقتصادية على إيران هي الأداة الرئيسية للغرب، مع احتمال محدود للتصعيد العسكري.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *