في السنوات الأخيرة ازداد عدد الذين فارقوا اوطانهم لتطأ أقدامهم أوطان جديدة لم يعرفوا عنها شيئا من قبل ليقعوا في أحضان الغربة . ان الغربة مهما كانت سلبياتها اؤ ايجابياتها امر صعب ثقيل على النفس : فالفراق عن الوطن ليس امرا هينا حينما تجد نفسك تهزك الاشواق الى الموطن الذي ترعرفت فيه ولك فيه احبة وخلان مع ذكريأت تظل تراود الذاكرة ..انك في هذا الوطن الجديد تحتاج فيه لسنوات طويلة حتى تتأقلم مع بيئته واجوائه ..أن تتعلم لغته وتتفاعل مع طقوسه وتقاليده ثم لتكسب اصدقاء تقضي بعض أوقاتك معهم . وهذه هي السلبيات وراء هذه الرحلة في هذه الغربة التي تحتويك . أما الايجاليات في هذه الرحلة وتحت أجواء الغربة فانك خلفت و راءك وطنا كنت تحبه ولكن كانت حياتك فيه مهددة من لدن عناصر عاثت في الأرض فسادا ..انه الخوف والظلم والخذلان أجتمعوا معا لتدمير حياة البشر ؛ ثم أين هو نسيم الحرية الذي تتنفس منه بل أين هي لقمة العيش التي تسد رمقك ..لقد اقفلت الأبواب وأصبح العثور على وظيفة أو عمل اصعب ما يكون ؛ لقد احتكرها قبلك من لم يستحقها زورا وبهتانا ..وهكذا انقلبت حياتك بؤسا وقهرا ..فكان الفرار من الوطن هو الحل لينقذك مما انت فيه . ان المسالة في كافة جوانبها مسألة معقدة تبعث على القلق ..وهذه هي اوطاننا بمن يتسلط عليها ويتولى أمورها هي التي ترمينا الى أحضان الغربة .