يقول الكاتب والمفكر الاسباني المستعرب خوان غويتسولو الحاصل على جائزة نوبل للاداب بنسختها الاسبانية ، في كتابه (دفتر سراييفو) منذ اللحظة الأولى للهجوم على البوسنة: “أطلق المتطرِّفون الصرب صرخاتهم سواء في الداخل أو في الخارج محذرين من شبح “المتطرفين المسلمين” الذين توجههم طهران من خلف الستار.. فاجئتني هذه العبارة لان كل ما وصلنا في التسعينيات من القرن الماضي ، هو ان المتطرفين العرب توجهوا من افغانستان الى يوغسلافيا السابقة للحرب والمساعدة ، ولم يكن اي ذكر لطهران او تدخل في تلك الحرب… لكن على ما يبدو ان الذاكرة الغربية كانت وما زالت تخشى الاسلام او ايران في الشرق الاوسط وفي اي مكان. وما حجة اسرائيل اليوم في تدمير غزة وجنوب لبنان والضاحية والانفلات في الجولان والتغيير في سوريا الا الخوف من الخطر والتمدد الايراني كما تدعي ، والمفارقة ان الكيان الغاصب نفذ في سوريا 1100 غارة خلال اسبوع رغم ان النظام سقط والنظام الجديد لم يبد اي نوع من العداء لها او الارتباط بايران. وعودة على عنواننا الرئيسي فان ثقافة او مؤامرة الصمت في الشرق الأوسط تشابه ما حصل في مجزرة سربنيتشا ضد المسلمين في البوسنة وهي تشابه إلى حد كبير الان أن لم تزد عليها بما حدث ويحدث في غزة من مآسي منذ اكثر من عام وسط صمت عربي وغربي ودولي بما يؤكد انه امر مدبر ومؤامرة على فلسطين ولبنان وسوريا والعراق ولا نعرف اين ستصل في بلاد المسلمين. فالعالم الذي يدعي الانسانية وحقوق الإنسان يصمت أمام مجازر الكيان بحق المسلمين تحت حجج إسرائيلية واهية لا تستوجب كل هذا العنف الدموي المفرط ، والمتابع الحصيف يعرف من خلال التسميات بان الحرب ضد الاسلام ، فمن مقلاع داود إلى سهم باشان الاسم التوراتي للعملية في سوريا ، ما هي الا حرب يهودية بدعم مسيحي غربي واستكمال لما جرى في أوربا.
ونضيف بان خارطة الشرق الاوسط الجديد التي رسمها المجرم نتنياهو ويسعى لتنفيذها بمن يساعده غرب وامريكان ومتواطئين ومستفيدين في المنطقة ، سترسم بالدم لان الحرب اليوم لا تستهدف شعوب المنطقة او إيران بل هي حرب على الاسلام ولن تنتهي بسقوط دمشق بل ستستمر ما دام دعاة السلام ساكتين وطبول الحرب تقرع من الغرب وفي كل مكان.