تلوح في الأفق ملامح مواجهة برية جديدة في اليمن قد تحمل معها تغييرات جوهرية في المشهد السياسي والعسكري، مع تصاعد الحديث عن عملية مرتقبة تهدف إلى إنهاء سيطرة الحوثيين على المناطق التي يسيطرون عليها منذ سنوات. هذا التطور يأتي في وقت تعيش فيه البلاد أزمة ممتدة، حيث استنزف الصراع كل جوانب الحياة، وأصبح اليمنيون بين مطرقة الفقر وسندان الحرب. التحركات الأخيرة على الأرض تشير إلى استعدادات مكثفة من قبل القوات الحكومية اليمنية المدعومة بتحالفات إقليمية ودولية، بينما يقابلها الحوثيون بتكتيكات دفاعية محكمة تسعى إلى إطالة أمد الصراع.

من الصعب تجاهل تعقيدات المشهد اليمني، حيث تتداخل فيه الحسابات الإقليمية مع المصالح الداخلية. ومع أن العمليات الجوية كانت فعالة في إضعاف قدرات الحوثيين، إلا أن السيطرة على الأرض لا تزال تمثل التحدي الأكبر. لهذا، تبدو العملية البرية المحتملة خطوة نحو تغيير قواعد اللعبة، لكنها أيضًا تحمل مخاطر هائلة، إذ أن التضاريس الصعبة وامتلاك الحوثيين خبرة طويلة في القتال غير التقليدي يجعل من الصعب التنبؤ بنتائج المواجهة.

اليمن اليوم أمام مفترق طرق، حيث تطمح جميع الأطراف لتحقيق مكاسب ميدانية قد تُترجم إلى نفوذ سياسي لاحقًا. ومع ذلك، فإن السؤال الأهم يظل: هل ستؤدي هذه العمليات إلى سلام دائم، أم أنها مجرد مرحلة جديدة من الصراع الطويل؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن هذه التحركات ستعيد تشكيل الخارطة السياسية والعسكرية في اليمن، وتحدد مصير ملايين اليمنيين الذين ينتظرون نهاية هذا الكابوس الممتد.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *