ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها . أجل كم هو سكن جميل ومعه راحة وطمأنينة .. هكذا هو الأمر في هذا الرباط المقدس بين المرأة والرجل ؛ إنه سر الحياة وديمومته . فها هو ذا يحتويها في اعماقه …في كل لمسة وفي كل كلمة وفي كل موقف ..لقد أصبحت هي كل حياته ؛ بروحها بدفئها بكل معالمها ، جزءا من وجوده في حضوره وغيابه ، فأي سكن هذا الذي يفعل مفعوله في رحلة الحياة ! وأي تغيير طرأ عليه حينما رحلت الى العالم الآخر وإلى ملكوت الله …لقد راح يشعر بأن السكن فارقه وأن حياته باتت موحشة خاوية ليس لها طعم …أجل فارقه السكن برحيلها ؛ فارقته الراحة والطمأنينة وراحت الأوجاع تحتويه وراح يذكرها صباح مساء ولكن جرحه أعمق مما يمكن وصفه ..جرح قاتل ولا سبيل ألا باللحاق بها في أسرع وقت لعل الله يرحمه.