سموها ماشئتم، حكومة أغلبية، توافقية، أغلبية بأطار توافقي ، تقاسموها مثلما شئتم ، بوزاراتها وخيراتها ومناصبها وهيبتها وجاهها ووجاهتها ، وابعدونا من شعور ان نكون “إيتام وطن” ففي بلدنا إيها الأحبة يا ساستنا الافذاذ ، وقادة بلدنا الذين لانستطيع ان نَصِلَّهم، او نتبادل اطراف الحديث معهم بأعتبارهم “بهوات عصرهم ” تحوَّل المواطن الى يتيم ، على الرغم من وجود والديه على قيد الحياة، لأنهُ بدأ يشعر بشكل فعلي انه “يتيم وطن”.
وكيف لا يكون يتيم وطن، وهو لايملك إلا احلام العصافير ، يحلم بحياة آمنة ، ولقمة عيش حلال ، وفرصة عمل تُحوله من معول تهديم في مسيرة بناء البلد ، الى مُعول بنَّاء في صناعة حاضر ومستقبل مشرق للبلد .
جلساتكم واجتماعاتكم وتفاوضكم وتصريحاتكم النارية وتسابقكم على الاستحواذ على اكبر عدد من المقاعد البرلمانية، بالتأكيد بعيد عن مصلحة الوطن والمواطن وتجربتنا المريرة لمدة ثمانية عشر عاماً معكم كفيلة بالكشف عن صراعكم “التقاسمي للكعكة” يرافقها ضياع تام لمستقبل جيل ، ترك مقاعد الدراسة ، كي يتمكن من العيش والبحث عن فرصة عمل على اشارة مرورية ، ان تمكن من ذلك ، كون ان الاشارات المرورية ايضاً تخضع للتقاسم مابين مافيات منظمة ، او بسبب العوز يضطر المواطن للعمل خارج اطار القانون ، وانتم الأعلم بحجم الجرائم التي تُرتكب يومياً.
لن اخوض في تفكك الاسرة العراقية ، وبلوغنا النسبة الأعلى في العالم بعدد حالات الطلاق ، وخروجنا من تصنيف مؤشر السعادة العالمي ، وصولاً الى المخدرات التي اصبحت قوتاً يومياً للبعض (كمتاجر او متعاطي ) وتحدثوننا عن بناء دولة المواطنة وعن شعارات حب الوطن والمواطن ، وتبعثون بنا روح الآمل بمستقبل لن يكون باقل تصور اقل سوءاً من الحاضر .
لسان حال المواطن يقول لن نخشى الجوع والبطالة وانعدام الخدمات بعد اليوم فأعتدنا عليها بوجودكم ، لكن مايخشاه المواطن ان خطورة صراعاتكم على السلطة بأسم الوطن قد تجرنا الى الاحتراب الداخلي ، ولم نعد نحتمل فراق الأحبة، ولا خسارة ثروة العراق الحقيقية من الشباب المُعتقدين انكم منقذين للبلد ..
لذا اتمنى عليكم جميعاً ان لاتثكلوا العائلة العراقية مرة اخرى، وان تغادروا لغة التعالي ، وان تتركوا الوطن للمواطن، نعم يراهُ وطناً ميتاً ! وهو يتيم بين اسواره، لكن حتى عندما يموت الأب يبقى الولد البار يدعو لابيه ويزورُ قبره ويبحث عن اي طريقة للصدقة رغم ضعف حاله بحثاً عن الرحمة لابيه.
سيبقى العراقي صابراً مُحتسباً على بلواه لكنه لن يتخلى عن أبيه العراق..
واود ان اوجه لكم رسالة ، اسرعوا في تشكيل الحكومة تحت اي عنوان تختارونه لأننا اصبحنا موقنين انها حكومة ساسة واحزاب ومذاهب وقوميات!! ولن تكون حكومة إنقاذ لشعب يعاني الآمرين بسبب التغانم وسوء الادارة.
ننتظر سبتكم أليس السبت بقريب، علَّكم تَخرِجونا من مغبة الصراع والخوف الى ان نتنفس الصعداء كونكم تكرمتم علينا بالحفاظ على ماتبقى من البلد ، وخوفاً من ان ينجر البلد الى شرك الصراع الداخلي وينهار معه كل شيء، وسيحسبُ التاريخ لكم ذلك فقط تلك الجزئية!!