تردد كثيرا هذه الايام في الاعلام والصحافة والحراك السياسي والاحاديث العامة مصطلح (بيضة القبان) عن دورالمستقلين في مجلس النواب بتحقيق النصاب لانتخاب رئيس الجمهورية.. ويبدو أن هناك تنافسا كبيرا بين كتلتين على هذه البيضة لتكون في سلة أحداهما .. واحدة تدعو الى حضورالمستقلين جلسة التصويت وألاخرى تطلب ان يكونوا في الثلث المعطل .. فاين يكونون.. ذلك هو الاختبار الاول ..
وهل سيكونون بيضة القبان الى نهاية الدورة البرلمانية بحضور فاعل مؤثر يحقق رغبة جمهورهم وعموم الشعب ، وليس مرة واحدة بتحقيق النصاب وكفى ..وعندها سيكونون (بيضة ديك) يبيض مرة واحدة كما تقول الاسطورة الشعبية وهو من المستحيلات وليس بيضة قبان كما يتمنون ..
وبيضة القبان هي آلة أو (كتلة معدنية) تتوسط كفتي الميزان وتتحكم بدقته وهي تعبير مجازي يدخل في لعبة التوازنات ، يشير الى طرف ما أو شخص او حزب او كتلة تحقق التوازن وموقعها الوسط وميلها الى جهة ما يعطي تلك الجهة الارجحية لتشكيل الحكومة مثلا او إصدار قرار أو اي مشروع تسعى لاقراره .. باختصار هي واسطة العقد في العملية .
أن عدد المستقلين (50 نائبا) ليس بالقليل قياسا الى عدد الاصوات التي حصل عليها أخرون أقل عددا وأكثر تجربة في الانتخابات .. هذا الرقم يتيح لهم الفرصة لكي يلعبوا دورا مؤثرا وإن كان لا يرتقي الى تشكيل الحكومة ، لكنه قد يعطل تشكيلها اذا لم تحصل على العدد المطلوب وفي مراقبتها لاحقا .. وهكذا نزولا الى تفاصيل القرارات الاخرى ..
ان وضع النائب المستقل صعب للغاية في هذه الدورة .. صحيح هو بيضة القبان في عملية التصويت ، لكنه سيكون بعدها تحت المجهر وعرضة للمراقبة والنقد من جماهيره والشعب عموما الذي يطالبه بالكثير وتحقيق شعاراته وهي عالية في طموحاتها.. كيف له أن يحقق خطابه السياسي الذي رفعه في الانتخابات وتحقيق رغبات الجماهير وتلبية حاجاتهم في جو برلماني لم يألفه سابقا ، يعتمد لغة الارقام والاغلبية في التصويت على اتخاذ القرارات ..
تلك هي المعادلة الجديدة … وهنا تكمن صعوبة عمل النائب المستقل بالذات..
ومع ذلك تعد نتيجة هذه الانتخابات حالة جديدة افرزتها تشرين ..  فهي فتحت الباب لقوى كثيرة بما فيهم تشرينيون ليكونوا قوة لها ثقل في البرلمان وعينا فاحصة ناقدة في المراقبة والتقويم وكشف الحقائق للشعب ..
وتلك ليست بالمهمة المستحيلة …
ان قوة المستقلين ليست في البرلمان فقط بل مع الشعب فهو بيضة القبان في تأثيره وعدده.. وهو الفضاء الذي يستمد منه النائب قوته التي لا تضاهيها قوة اخرى .
وسؤال يتردد كثيرا ايضا ..هل تفرز هذه الانتخابات حكومة إصلاح حقيقية تصحح اخطاء الحكومات السابقة التي استنزفت ثروات البلاد وتعالج الفساد وتفعيل القانون بعد استرداد ما نهب …؟ ذلك ما يطالب به المواطن .
باختصار شديد .. الديمقراطية ليست في المشاركة السياسية فقط بل في المساءلة والرقابة والشفافية وتلك من مهمات ممثلي الشعب ..وعندها يكون النائب المستقل بيضة قبان وبخلافه بيضة ديك لن يبيض بعدها أبدا ..
{ { { {
كلام مفيد :
في زمن الماديات أصبح الجلوس بمفردك أجمل من جلوسك مع اشخاص ينظرون الى ماركة حذائك قبل عقلك (مارتن لوثر كنج)

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *