لو قمنا بمقارنة بين الفترة التي سبقت التوصل للإتفاق النووي في العام 2015، وبين الفترة الحالية التي صارت الکثير من المصادر والاوساط تتحدث عن قرب التوصل لإتفاق نووي، فإننا نجد إنه وفي الفترة الاولى کان هناك من يثق لأسباب وظروف ومعطيات مختلفة بنوايا النظام الايراني ومن إنه سيلتزم ببنود الاتفاق ويتخلى عن إنتاج القنبلة النووية، لکن وفي الفترة الحالية لايبدو إن هناك من يمکنه الثقة بنوايا النظام الايراني من حيث تخليه عن مساعيه السرية المحمومة من أجل إنتاج القنبلة النووية بل إن الذي يلفت النظر کثيرا وحتى يجب أخذه بنظر الاعتبار، هو إن البلدان الکبرى نفسها لم تعد تثق بنوايا النظام ولاتثق بتخليه عن السعي من أجل الحصول على القنبلة النووية.
ماهو السبب أو بالاحرى الاسباب التي تجعل المجتمع الدولي لايثق بنوايا النظام الايراني ليس في مجال ملفه النووي فقط بل وفي مختلف المجالات الحساسة الاخرى؟ الحقيقة إن هناك أسبابا مختلفة نذکر البعض منها لتوضيح عدم الثقة العالمية بالنظام الايراني ومن هذه الاسباب:
ـ لقد تم إبرام إتفاقين نوويين مع النظام الايراني، الاول بينه وبين وفد الترويکا الاوربية في عام 2004، والثاني بينه وبين مجموعة دول 5+1، في عام 2015، وکما أثبتت الاحداث والتطورات فإنه ليس لم يلتزم ببنود هاتين الاتفاقيتين وقام بخرقهما فقط وإنما قام بتطوير مساعيه السرية بإتجاه انتاج القنبلة النووية.
ـ النظام الايراني وخلال الفترات التي زعم فيها بأن هناك تيار إعتدالي إصلاحي يريد إجراء تغييرات وإصلاحات جدية في النظام ولاسيما في مجال حقوق الانسان والمرأة، والتعايش السلمي مع الآخرين والالتزام بأمن وإستقرار المنطقة والعالم، لکن الذي جرى هو إنه وخلال هذه الفترات تحديدا قد حدثت الکثير من الانتهاکات الفظيعة في مجال حقوق الانسان وفي عدد الاعدامات حتى صارت إيران تقترب من أن تصبح الاولى في هذا المجال، کما إنه وخلال هذه الفترات قد تم البدء في البرنامج النووي الايراني والسعي السري من أجل الحصول على القنبلة النووية، الى جانب إنه وخلال هذه الفترات أيضا تم إمتهان الکرامة الانسانية للمرأة الايرانية عندما صدرت قوانين ضدها تحظر عليها العمل في العديد من المجالات بالاضافة الى منعها من تحصيل علومها الدراسية في العديد من المجالات وکل ذلك لکونها إمرأة.
ـ في الکثير من اللقاءات الاقليمية والدولية، أکد النظام الايراني على إنه يعمل کل مامن شأنه يساهم في إستتباب السلام والامن والاستقرار في المنطقة وإنه يرفض الدور والنشاطات الامريکية فيها، لکنه وفي نفس الوقت کان ولايزال صاحب الدور والنشاطات المشبوهة الاکبر في المنطقة والعالم.