الأحزاب العراقية التقليدية هي تجمعات “عاطفية” بامتياز
حزب البعث قام على فكرة الوحدة العربية
الحزب الشيوعي نشأ على أساس الانحياز لحقوق الطبقات الفقيرة
جماعة الإخوان تأسست لإعادة الإسلام إلى الحياة، و”أستاذية” العالم
أما حزب الدعوة فقام على فكرة مشابهة؛ باعتباره النسخة الشيعية للإخوان
كلها أحلام ايدلوجية؛ لم تستصحب أبدًا ظروف الواقع
لم تفكر في علاج التناقضات المذهبية والقومية إلا بحلول فوقية، وعلى الهامش
حلول تبدأ دومًا من الأعلى نحو الأسفل
لم تتحدث برامج هذه الأحزاب كثيرًا عن مشاكل التنمية والاستقرار والتعليم والصحة
جزء رئيسي من مشاكل الواقع العراقي أن هذه الأحزاب الأربعة انشطرت أميبيًا، وفرّخت مجموعات كبيرة وصغيرة
احتلت كل واحدة منها حيّزًا في فراغ فكري وثقافي واجتماعي
لا يمكن بالطبع أن نفصل العاطفة والحماس عن أي فعل سياسي
ولكن أيضًا لا يمكن أن يقوم برنامج سياسي كامل على أفكار حالمة
مشاكل الخبز والتوظيف والكهرباء والمياه النقية والتعليم والصحة والمواصلات؛ أهم كثيرًا -سياسيًا- من الإيمان بأفكار تنشأ عنها انحيازيات اجتماعية
هذه الانحيازيات تصبح خطيرة وذات أنياب باستمرار، مع كل ضعف للدولة
بل ويتحول بعضها إلى وحوش تبتلع الدولة، كما يحصل اليوم
مليشيات وعشائر وأحزاب ظلت تقضم من حيّز الدولة حتى التهمتها تمامًا، لكنها لم تستطع هضمها
الحل في أحزاب جديدة؛ براغماتية وذات خطاب واقعي، تعرف ما الذي يحتاجه رجل الشارع وتسعى لتوفيره
أما الباقي فيجب أن يُهال عليه التراب
أقدم لكم أجمل عبارات الشكر والامتنان من قلب فاض بالمحبة والمودة والاحترام والتقدير لكم.