أشعر بالإحباط مؤلم هذا الإحساس احس العالم مظلم لا يوجد شيء جميل، رغم ما حققته من نجاح في كل المجالات لكن احس بالفشل، في لحظة تنتاب حياتك يأس وسواد وكأنك لا ترى شيء، الجميع ضدك الأعداء والأصدقاء ، انت لم تأذيهم يوماً لكن سيقفون ضدك، غريزة متملكة في داخل النفس مخلفات الجهل والتخلف والمآسي السابقة والحالية متعمقة في داخل نفوسهم المريضة والذي يؤلمك انهم اقرب الناس لك ، الأنانية والنفاق والحقد لا يزول إلا بزوالهم من هذه الأرض.
تتراكم المآسي على جبل من الهموم فتطفئ شمعة الانتظار لتحرق انامل كانت ذات يوم ناعمة الملمس كثيرة العطاء، فتلاقفتها نيران لم ترحم ولم تنتمي للإنسانية، ففقدت بريقها وذبلت عيونها من السهر، فنكست رأسي مجبراً للبكاء واعلنت الاستسلام ورفعت كفي للظلم وقلت له قف اهنئك للانتصار، انا ليس لي القدرة أن أهزمك وانا في حالة انكسار، شاهد كم أخذ الظلم من حياتنا؟ جعلنا نتجرع السم ويسالونك هل من مزيد، عندما تموت تكتيكياً وتفقد الحياة، ويحاولون يجردوك من إنسانيتك، يحاولون يتغاضون عن
الحقيقة، فيطعنوك بظهرك بسم إنسانيتهم المعدومة، يلهثون خلف المال ويكلموك بالمثالية والقيم والمبادئ، إيديولوجيا حقيرة يتاجرون على الامك ويتخلون عنك في اصعب الاوقات ، كيف تعيش في عالم معدوم المبادئ؟ كيف ستنشئ جيلاً يبحث عن مستقبل في صخب ضجيج كاذب ومتقلب ويمارس لعبته على جراح الآخرين؟ كل بناء له اساس الا بناء الإنسانية ضمير حي، كيف تطلب العطف الإنساني من كنت يوماً لهم كالبلسم ودواء لجراحهم فعلاً ضمائرهم ميتة؟
الحياة قارب يسير بك في عديد من الاتجاهات، الحظ يلعب الدور وقدرك المحتوم أما لغرق القارب وأما للوصول إلى بر الأمان وتحقيق الطموحات، وأما يبقى الموج ينقلك من مكان إلى مكان لتتيه في وسط امواج البحر المظلم، ليس نشاطك ولا اجتهادك من يحقق لك الوصول إلى بر الامان بل الحظ والقدر المحتوم لمصيرك في الحياة، هكذا تقاس الحياة لا ربان القارب ينقذك ولا موج البحر يعطف لحالتك بل تحتاج إنسان يقف في طريقك لينقذك، إنسان يحمل في ضميره واخلاقه إنسانية، ولكن كيف تجد هذا الإنسان
صاحب ضمير؟ في زمن خلت الرجولة وماتت الضمائر.
تحتاج عزيمة قوية جداً وصبر يفوق قدرة الإنسان لتقف من جديد وتتحدى بإنسانيتك وفلسفتك الخاصة في هذه الحياة من عارضوا افكارك ووقفوا بالخفاء وتحت الكواليس ضدك، أي إنسان يرسم هدف نبيل في داخله سيتحقق يوما ما رغم الطريق سيكون ابعد مما كان مرسوم في المخيلة بأنه قريب ، هذه الأقدار علينا نؤمن بها فلكل إنسان قدر في هذا العالم، علماً ليس نحن من نختار اقدارنا بل المجتمع او إنسان سيكون صاحب
القرار في مصيرك، هنا سيبرز الضمير في عمق هذا الإنسان اما ضمير صادق حي واما ضمير ميت فاقد الأخلاق، هناك عالمين عالم إنساني يحب السلام ويريد لهذا العالم خيراً، وعالم آخر بلا ضمير يحب النفاق وتحريف الحقائق يتظاهر في عمقه الإنساني وهو متجرد لا يملك سوى القشور، لا تخاف من العالم الأول فلسفته واضحه ومعروفه ومكشوفه، كُن حذر واكثر خوفاً من إرهاب العالم الثاني المتخفي بإنسانية
مزيفه سيكون اكثر ارهاباً وعنفاً لكن في الخفاء، يملك فلسفة الكذب والنفاق وكره الشديد لجميع المجتمعات وممكن حتى كره لنفسه.
هنالك شئ يربطنا ببعضنا قوي جدا اقوى من اي دين او ايدلوجيا او فكر انها الإنسانية، فعودوا الى ذواتكم الحقيقية الى فطرتكم ودعوا الخصومات والاختلافات فأنها لا شيء بالنسبة للإنسانية، عيشوا لليوم فقط فلا داعي ان نؤذي بعضنا من اجل حياة ما بعد الموت فالله يحبنا عندما نحب بعضنا مهما كانت ديانتنا او فكرنا
او مذهبنا، بل ان الله يحب الذين يقاتلون من اجل نصرة المظلوم وازالة الظالم اكثر ممن يدعون انهم يقاتلون من اجل الله ويقتلون الانسان، فالله رمزاً للحب وليس رمزاً للدمار وفرقة الانسان الى اديان ومذاهب وما شابه. نصيحه ارفعها لكل الظالمين عودوا لإنسانيتكم وضميركم بالمحبة والتسامح للآخرين بعيد عن التمييز والعنصرية.
(الظلم لا يدوم ستشرق الشمس قريباً وتكشف زيف الظالمين)