منذ وقت ليس بالقصير لم يفز منتخبنا ولم يفرح الجماهير .. صحيح ان الفوز الأخير على الامارات جاء متأخر وكان يفترض ان يتحقق قبل ذلك وعلى منتخبات أخرى ليست افضل منا .. الا ان الفوز في ملعب الملك فهد في الشقيقة السعودية وبعد ضربة الفيفا للعراق وما تحقق من رد اعتبار فضلا عن فسح المجال لمواصلة المشوار .. بحد ذاته يعد منجزا كبير لا يمكن ان ننظر اليه من زاوية الثلاث نقاط فقط .. بل ان المشهد الذي ظهر به الكابتن عدنان درجال في حالة معبرة حد الحزن والتعاطف معه من قبل شريحة كبيرة من العراقيين كان موقفا معبرا جدا ويستبطن بل يتجلى بالكثير ليس من المشاعر الجياشة بل يحمل من الرسائل والمضامين يمكن لها ان تشرق .. وان تعطل موسم الاستسقاء ..
من وجهة نظر ليس شخصية بل انها تمثل اغلب الآراء التي سمعتها وقراتها وناقشتها مع عدد كبير من المدربين والخبراء والإعلاميين والجماهير .. التي اكدت بان المدرب المحلي العراقي هو الأفضل والاقدر بالتعاطي مع المنتخبات العراقية سيما في ظل الظروف القاهرة حاليا التي تمنع حضور المدرب الاجنبي من التواجد في بغداد وبقية المحافظات ولمدد طويلة حقيقية وليس مجرد حضور هامشي ..
غني شهد ومنذ ظهوره بقوة على المسرح التدريبي بعد ان احرز بطولة الدوري مع نفط الوسط قبل عقد من السنوات .. تميز بنقطتين ظلت ملازمة له وتعد دالة عليه حتى مع المنتخبات .. الأولى تتمثل بحسن اختياره لادواته التي لا تعتمد الاسم فقط بل ما يريد هو من اللاعب وهذه النقطة تحديدا مهدت للنقطة الثانية التي تعني حسن التوظيف واجادت استنطاق اللاعب العراقي بكل كفاءته وفي مكانه المفيد جدا ..
مع الامارات الشقيقة حققنا الفوز بجدارة ولم يات اعتباط بل هو نتيجة جهود طويلة وتعاون مثمر من جهات عدة .. بحمد الله اثمرت بإعادة الروح الى انفاس الجماهير المتعطشة جراء مسيرة لم تكن مرضية ولا تمثل قدرات العراق الحقيقية .. حتى ان معلق المباراة في قناة الكاس قال بالحرف الواحد : ( ان العراق متخم بالنجوم والمواهب بشكل لا لبس فيه ولو لا الظروف التي مرت على العراق من حروب وحصار ومصاعب لكان بطلا لاسيا وربما يذهب الى ابعد من ذلك بكل ثقة وجدارة ) .. هنا الرجل انصف العراقيين على الملأ – جزاه الله الف خير – فكلمة الحق مطلوبة سيما في الظرف القاهر الذي نعيشه ..
امنيات من جميع الجهات التي كانت سببا وذراعا ساهمت بالفوز الأخير ونعني بها ( الوزارة والاتحاد والملاك التدريبي والاداري واللاعبين والجماهير ووسائل الاعلام وكل العراقيين في الداخل والخارج .. كونوا عونا للمنتخب بمباراته المقبلة امام منتخب سوريا الشقيق الذي يعد من اقوى منتخبات اسيا بمعزل عن خروجه المبكر من التصفيات جراء ظروفهم المعروفة .. وها ما يتطلب بتكثيف الجهود وتوحديها وتاجيل ملف الخلافات قدر الإمكان حتى يمضي قطار المنتخب – ان شاء الله – الى ابعد نقطة نستطيع من خلالها بلوغ مونديال الحلم .. الذي نامل ان يكون حقيقة اليوم قبل غدا باذن الله !!