سبقت انعقاد جلسة التصويت لانتخاب رئيس الجمهورية بايام تحشيد بطريقة التحدي وكسر العظم بين الاغلبية (الحلف الثلاثي) الذي يحاول تمرير مرشح الرئاستين ، وبين الكتلة الضامنة ( المعارضة) لهذا الترشيح.
ففي الوقت التي توالت فيه تغريدات السيد مقتدى الصدر لاستمالة المستقلين في محاولة لاتمام نصاب الثلثين لتمرير المرشح التابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني ضمن الحلف الثلاثي ، يتحرك الطرف الاخر الثلث الضامن بنفس الطريقة لقلب التوازن وتحقيق ثلثه المعطل دون الحضور للبرلمان وتعقيد مشهد اختيار رئيس الجمهورية .
كنا نتوقع ذلك من خلال قراءتنا للمشهد والمعطيات والمتابعات للشد والجذب والتصريحات والتغريدات والقلق الواضح الذي ينتاب الحلف الثلاثي من صعوبة تمرير مرشحهم بسبب عدم اكتمال النصاب والضغط على المستقلين لاكمال النصاب.
اما تداعيات المشهد السياسي القادم فهناك مسارين وهما:
الاول : ان يحاول التحالف الثلاثي اعادة الكرة واتصاله بالمستقلين وبعض الشخصيات في محاولة للتاثير عليهم بعد ان مني بالفشل هذه المرة في تمرير المرشح ونعتقد ان الحلف مهدد بانفراط العقد اذا فشل في محاولاته لاكمال نصاب الثلثين او ربما وهو (مستبعد نوع ما) يجبر نفسه على التفاوض مع الاطار التنسيقي.
الثاني : نجاح الاطار التنسيقي في افشال جلسة البرلمان لايعني نهاية المطاف ، فلربما هناك جولات يخسر فيها اذا تغير اتجاه بوصلة المؤيدين للحضور واكمال النصاب .
هناك محاولات من قبل الاطار بالدعوة للتفاوض مع الفائزين الكبار (الحلف الثلاثي) لاعادة مسار الحوار في عملية التوافق على ادارة الدولة دون اقصاء او اجبار طرف على المعارضة وهذا يحتاج بعض الوقت وربما سيكون ذلك بفواعل خارجية لاعادة رسم المشهد السياسي في العراق.
ربما هناك احتمال ان يتكرر مشهد الاغلبية والمعارضة ولكن بتبادل الاماكن (اذا) قرر السيد مقتدى الصدر ان يتحول الى المعارضة (بتغريدة) او اذا فشل في التاثير على المستقلين لتحقيق النصاب في الجلسة القادمة او عدم الوصول الى مشتركات مع الاطار التنسيقي فيما( لو) اعاد الحوار معهم لكنه الان مطمئن الى نتيجة انه ثبت الاطار في موقع المعارضة وسيعمل على هذا .
كل شيء جائز ولايوجد ثبات في المواقف والمتغيرات كثيرة والاحتمالات مفتوحة على مصراعيها في عالم السياسة والصراعات على المغانم.