أن يقودك حظك الغابر لحب كبير صادق تجاه امرأة ما, ثم تكتشف لاحقا أن قلبك الاعمى قد تعلق بامرأة معتوهة من مواليد برج الميزان, فحينما تكتب اسمها فوق أجنحة العصافير, وفي قطرات المطر, تجدها تكتب اسمك في قائمة الحظر السوداء في ( موبايلها), وإن الحب الوحيد في حياتها هو للثريد واللحم فقط !!.
أن تصبح موظفا في دائرة يكون مديرها ابن عمك, او أنَ السيد المعاون فيها زوجا لواحدة من اخواتك, او أن مسؤول قانونيتها من نفس عشيرتك, وبأضعف الايمان لو أنَ رئيسك في العمل وقع في غرام زميلتك التي وقعت هي في غرامك, لكنك برئ من حبها, لكونك واقع بحب صاحبتها!!, وقتها لن تكون هدفا لأحد وسيحسب الجميع لك الف حساب.أن تخرج الى الدنيا وتجد نفسك مصابا بمرض الوعي, وحينما تقرر أن تغيب وعيك لتتمكن من التأقلم مع جموع الحمقى والاغبياء فإنك ستفشل حتى لو تعاطيت الهيرويين والحشيشة !!.
حاسة الشم
أن تكن في غاية الاناقة وانت تخرج من بيتك, ولفرط اهتمامك بمظهرك فإن علبة تلميع الاحذية معك في جيبك, ويفوح منك عطر ال (AZZARO)، غير ان عصبك القحفي الاول المسؤول عن حاسة الشم سيصاب بالشلل بسبب الروائح النتنة المنبعثة من الازبال والمياه الآسنة التي تملئ شوارع منطقتك.
أن تجتهد وتتفوق في كل مراحل دراستك ابتداء من الروضة حتى الجامعة وتتفاجأ حينما تكبر أن الطالب الكسول الغبي الذي كان يجلس في مؤخرة الصف, والذي كان لا يصل لدرجة ال (50) بالامتحان الا عن طريق الغش, قد كبر وصار مسؤولا مهما في البلد!! .
أن تجتهد وتتعب وتسهر الليالي وتدفع آخر فلس في جيبك من أجل الحصول على شهادة جامعية عليا وفي النهاية لا تحصل الا على صورة تخرج يؤطرها برواز زجاجي رخيص, بينما غيرك من أهل النفوذ والجاه تأتي له الشهادات والالقاب العلمية وهو ممدد في سريره العريض الفاخر, رافعا بشماله حبة (الفياكرا) مع كأس نبيذ فاخر في يمينه موثقا هذه اللحظة في صورة يبعثها الى اصحابه من إحدى غرف فنادق بيروت الفخمة !!.
أن يبح صوتك وانت تهتف عاليا (موطني .. موطني), بينما الجماهير العريضة حولك تصدح بقصيدة المخمورين الخالدة (انكسرت الشيشة) !!.
أن تقف عاجزا متفرجا بلا ارادة وانت ترى ثروات البلد تنهبها الايادي , وحينما تخرج مطالبا بالإصلاح, فانك تعود لبيتك وفي رأسك كسر في إحدى عظام جمجمتك مصحوبا بجرح بسبع غرز في فروة رأسك, مع وعد حكومي غير مؤكد بتوزيع مائتا غرام من ملح الطعام مع مفردات البطاقة التموينية !!.
أن يأمروك بقول الصدق, وتحري الحقيقة, ويعلمَوك أن الساكت عن الحق شيطان أخرس, ثم تجد أنَ أكثرهم شياطين صُمٌّ بُكْمٌ عُمْى, وأن يلقنوك في صغرك ان لا تعبد الا الله ولا تشرك به شيئا, ثم لما تنضج ترى من نصحك بالأمس قد اتخذ اصناما صنعها من خوفه وجبنه ونفخها بنفاقه وريائه كمن اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ !!.
أن تذهب الى صلاة الجمعة بقلب سليم تنشد وجه ربك وبالكاد تجد مكانا في مؤخرة المسجد إذ أنَ اللصوص والقتلة قد احتلوا الصفوف الاول في الصلاة!!.
أن تخرج صباحا الى مختبر الحياة مبتسما ومتفائلا تُمني نفسك بلقاء مخلوقات لطيفة من اللواتي يحملن زوجا من الكروموسومات xx) على شاكلة نانسي, وسالي, وماري, غير أنك في الواقع ستصطدم بمخلوقات يمتلكن (xxxyyxyyxxyy) على شاكلة نجلاء, وظمياء, واسماء من اللواتي تبرأ منهن نون النسوة علنا وامام كل الخلق, عندها ستدرك أن لقاء والدك بوالدتك وتعارفهما كان غلطة فظيعة, وأن عليك أنت ان تدفع ثمنها غاليا!!.