ذكرى رحيل الاسطورة عبد الحليم

الاربعاء الماضية صادفت ذكرى رحيل العندليب ، لذا توجب تأجيل العمل قليلا .
لم أكن من قبل أطيق صوته ولم أكن أطيق الأغاني الكلاسيكية وأصوات أصحابها قاطبة ، بعد القراءة أختلف الأمر ، دام الوعي المكتسب من أناس سابقين ، فأنا بحاجة لموسيقى وكلمات هي الأخرى قديمة ولحن أيضاً . وحين بدأت أضعها في السيارة و يكون معي صديقي  ، كان الاخير يضحك ، من قبل كنت أغير الموجه حين تكون هناك أغنية كلاسيكية ، وعندما أكون مع اصدقائي وأضع أغنية قادمة ، يبدأون بالتعليقات الآتية ( ها عاشق ، تحب ، شمسوي بيك الحب ) كنت أفضل سماع أغنية ( أول مرَّة تحب يا قلبي ) حتى إني صديقي قال ذات مرّة ( كافي كرهتها )
عبد الحليم  هناك شيء يشفع له ، يجعله يختلف عن معاصروه وسابقيّه  في كل وقت تسمعه، لم يُشمل في القاعدة التي تقول ( فيروز في الصباح وأم كلثوم في المساء ) هو على الدوام تسمعه وتكرره دون ملل ، دون أن تفكر بأن تفضل أغنية أخرى على أغنيته وهو يغني . لا أعرف كيف كانت ستكون الحياة دون وجود مثل هذه الخامة الصوتية ، الأغاني الرائعة ، والألحان في أغنية قارئة الفنجان . كل الذين تخلدوا في ذاكرة الغناء العربي ، يشفع لهم أن لم يكونوا موجودين ، ولكن ، حليم لا يشفع له شيء ، كان يجب أن يكون ، ويكون مطرب يجعل العشاق يترنحون ليسَ سكارى بل مستمعين لصاحب الوجه البريء . ومَن ينسى ( جبار ) من ينسى شيء يخص عبد الحليم هوَ بل أدنى شك لم يلامس قلبه ما غنّاه . وأذكر جيداً بدايتي في القراءة لم أكن أستطيع قراءة صفحة واحدة أن لم أكن مشغل أغنية له ثمَّ تطور الأمر وأصبحت أبحث عن الحفلات . لم أكن أحب التدرج ولا أزال ولكنه كان الاستثناء الوحيد ، حتى الفلسفة لم تستثنى ولكنه حصل على هذا ، وحدهم الذين يلامسون قلوبنا نجعلهم استثناء حتى ولو كلفنا هذا مخالفة مبادئنا . عليك الرحمة يا مبهج ومطرب الكثيرين ، رحمة كبيرة بحجم جبروتك في الغناء .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *