ليس صحيحا القول أن الأمة تعيش أوهام الماضي ولا تقدم أصيلا للإنسانية , ونكرر أن العلة في الدين والتعصب والإندساس الطوباوي في الغابرات.

الأمة تتعرض لهجمات متواصلة متعاظمة , ذات مهارات عسكرية وفكرية وثقافية , وتستند على نظريات نفسية وسلوكية معقدة ومتطورة.
والمطلوب منها أن تتحدى وتواجه , لا أن تولول وتنوح وتجلد ذاتها , وتجتهد نخبها بتمريغ رأسها في أوحال النكبات والإنتكاسات , والإمعان في دحرها في الأوجاع الدونية القاهرة.
فالأمم تتحدى ولا تستكين , فتكون , وأمتنا يأخذ بتلابيب وعيها المفكرون والمثقفون إلى ميادين الإستكانة والخنوع والتبعية , ويبررون تداعياتها بما ليس فيها , وبتصوراتهم السلبية التي يسقطونها عليها.
فهل وجدتم كتابات تتحدى بعزيمة صادقة وتفاؤل مستقيد؟
مّن يتصفح كتب المفكرين عبر مسيرة قرنين سيكتشف أنها ذات أساليب تظلمية ونحيبية , وكأنها تدوِّن مَقاتل وفجائع أجيال , وما حاولت تعلم الكتابة بمداد الإرادة المتوثبة المنطلقة نحو مستقبل آمن عزيز.
إنها كتابات سوداوية قاسية!!
ويُحسب أصحابها مفكرون ومجتهدون وباحثون , ومجددون ونهضويون وتنويريون , وما هم كذلك لا من بعيد ولا من قريب , بل إتخذتهم القِوى الطامعة في الأمة كوسائل لتمرير أجنداتها , وتحقيق مشاريعها العدوانية , فوصلت أحوالها إلى قيعان الحضيض الدامي.
كتب وكتابات وإبداعات تهكمية , ذات نزعات نواحية , وبكائيات مقرونة بتحقير الذات , وفيها عدوانية سافرة على الماضي التليد , والدين الرشيد , وتستحضر ما يحلو لها من المصطلحات , والتوصيفات السلبية الغادرة للنيل من الدين والدنيا.
وبموجبها ولتأكيدها تأسسَ ما يتوافق معها من الحركات والمجاميع الشريرة , التي ترفع رايات لا تمثلها , فتُحسب عليها , وتسعى للتدمير بها , لتأمين المصالح وإنجاز المشاريع المستنزفة لطاقات الأمة ودحرها بتصارع أجيالها.
وما أكثر أعوان الأمة وهم قتلتها!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *