لو أن كلا منا التزم فيما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي بالنشر الذي فيه انتماء للوطن ونفع للمجتمع بعيدا عن التعصب والتطرف لكان خيرا للجميع دون استثناء غير أن البعض ما زال يغرد خارج السرب ليثير غبارا يضر البصر والبصيرة ؛ ولو انه احتفظ لنفسه بهذا النشر الذي ينشره لكان أولى له ..فمن غير المعقول أن تفرض رؤيتك بما فيها من خرافات ليصدقها الآخرون .. فنحن حينما نقرأ اترانا نصدق بكل ما نقرأ ! ذلك انه يجب ان تكون لدينا قناعة ورضا بما نقرأه؛ فكم من كتاب جافى الحقيقة ووقف منها الموقف المضاد ..ان الله قد منحنا العقل لنميز به بين الخبيث والطيب وبين السيئ والحسن ..علاوة على حاسة التذوق التي تحتوينا لنفصل بين القبيح والجميل وبين العبث والنقاء : فلا يأتي أحد ليعلن عن أمر لا تستسيغه النفس وترفضه الفطرة . ان أولى مهمات الكاتب أن يكون صادقا مع نفسه أمينا فيما يكتب إذ المسألة برمتها تحتاج إلى وقفة شجاعة بعيدا عن التشنجات العاطفية والاهتزازات النفسية فالوطن اسمى من أن نرفده بما لا يليق به من غث القول والفعل ..والوطن راية لا يرفع شعارها إلا من أحبه وانتمى اليه الانتماء الذي يظلله ايمان ووفاء . ان احلى ما يتميز به الكاتب هو النضوج الفكري وان تكون له القدرة للتعبير عما يجيش في نفسه من رؤى وطنية واجتماعية تفعل مفعولها على المتلقي ليكون على بينة من القضايا المطروحة على الساحة ؛ وان تكون تغريداته من واقع الحياة وتتسم بالاعتدال لا أن تكون تغريداته مقززة منفرة تثير في المتلقي الإحساس بالخيبة والمرارة والتردي ..ان مسؤولية القلم مسؤولية لها ثقلها فلنكن منصفين فيما نكتب من غير انحياز إلا أن يكون هذا الانحياز للحق ضد الباطل وللعدل ضد الظلم وللجمال ضد القبح …تلك هي المعادلة السليمة أن أردنا أن نوفي حقها .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *