في عمارة بشارع السعدون الذي ما زال ينتصب به تمثال اول رئيس وزراء للحكومة العراقية في دولته الحديثة التي وان كانت نتاج للحرب العالمية الأولى 14 – 1918 وما رافقها من معاهدات واحتلال ومغامرات بلغت حد التامر في بعض تفاصيلها ، الا ان مؤسسات الدولة العراقية الحديثة قد بدات بالظهور المهني واخذت عجلة العمل تدور بقفزات عبرت الزمن لقرون عقيمة خلت بعزل عن تقييمنا لنوع نظام الحكم ورأينا بمجمله .. الا ان الدولة وقفت على قدميها بديمقراطية وحرية وان كانت نسبية .. لكنها تعد الأفضل في الوطن العربي حتى ان العراق اصبح الأول من بلدان الشرق الأوسط الذي غزته التقنيات والالة الحديثة واستمر الوضع في تطور وتقدم على بقية جيرانه حتى عام 1980 حيث بدات الحروب والموت والدمار والحصار والقهر والتفرد .. الممهد للاحتلال الأمريكي وما نتج عنه من خراب ودمار وفساد استشرى بجسد الوطن وراح ضحيته شعبه ومؤسساته ودولته الحديثة التي لا نعلم .. اين وكيف والى اين تسير عرباتها المحطمة والمفرغة من كل شيء .. الا من رحمة الله التي لا تترك العراقيين بلا غطاء وستر .

في مكتب بشقة صغيرة قرب ساحة النصر دخلتها بمعية الأخ الصديق الأستاذ محمد عريبي بعد ان وجهوا لي دعوة لحضور احتفالية تأسيس ( منظمة مفكرون لرعاية الموهوبين ) .. وجدت هناك وجوه ناضرة وقلوب شغفة وعقول متفتحة وأفكار محلقة جميعهم اتفقوا لتحقيق هدف واحد تعاهدوا فيه على ضرورة التعبير عن خبراتهم وشهاداتهم وخدمتهم في المؤسسات ليكونوا جزء من مؤسسات المجتمع المدني التي اوجدتها الحاجة والضرورة وليس حضورا كماليا باليا ..
حفل بسيط ومعبر بدا بكلمةرئيس المنظمة الدكتور ماجد خماس الذي عبر عن سعادته البالغة بلغ فيه تحمل مسؤولية السعي في خدمة الموهوبين برفقة أصدقاء وزملاء يعملون جميعا بخدمة العراقيين .. ثم القيت القصائد والمشاهد التمثيلية والمقاطع الموسيقية والأدبية والطرائف .. تحدث بعدها الأستاذ محمد عريبي مستشار المنظمة بكلمة شدد على ضرورة التحدي والمضي في تحقيق الاهداف بمعزل عن الظروف المحيطة ..
عريف الحفل الأستاذ ( واثق السوداني ) أدى دور المقدم والسكرتير والفنان بجدارة وخفة اضفت الكثير على منهجا الحفل واعطت انطباع لما يمكن ان تجود به المجموعة .. قدمني بصفة كاتب وكابتن رياضي .. وقد فرحت بوجودي مع الاخوان في احتفاليتهم التي عززتها بكلمة قلت فيها : ( ان مسؤوليتكم مضاعفة لانكم مفكرون أولا .. ولانكم اخترتم رعاية الموهبين ثانيا .. اياكم ان تستصغروا دوركم فانكم كبار في هموم الوطن المتعددة … عليكم ان تعتمدوا على برامجكم التنفيذية وتنزلوا الى الميدان وتقدموا ما تستطيعون في الفكر والمعرفة والعلم والفن والادب والدعم المعنوي قبل المادي .. ثم حذرتهم ان لا يقتربوا من الأحزاب وان لا يكونوا جسرا لهم في الانتخابات مقابل حفنة أموال تذهب للبعض على حساب الكل .. كما نصحتهم بأهمية دور العلاقات والاعلام الحديث وضم الكفاءات والتوكل على الله قبل كل شيء .. فالوطن يحتاجكم … والامية اخذت تستشري والوعي اصبح شيء من التاريخ ودوركم كبير ومنتظر في ظل مواهب متعددة تعاني الضياع والارباك .. مذكرا إياهم بالحكمة الصينية التي تقول ( لا تحتقر الافعى لانها براس واحدة .. سيات اليوم الذي تصبح به تنينا ) ..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *