لم أقرأ للشاعر عبدالرحمن  طهمازي منذ سنين، ونشر سهيل سامي نادر مقالا  تحليلياً  فيه الكثير مما حاول الناقد أن يكون شاهدا لما يراه فنّا شعريّا لدى طهمازي.
تقوم القصيدة الحديثة على ثلاث ركائز أساسية منها يأخذ الشعر حيويّته، وفي حالة غيابها، تضعف الصنعة الشعرية حتى تكاد تنعدم، ويأتينا النص عندها نثريا، ويتراءى فيه من بعيد شبح الشعر. أي أن الناتج لا يُعدّ من الشعر، ولا النثر، وهذه ميزة الكثير مما يُطبع اليوم، ويُنشر ويُحسب شعرا.
ركائز الشعر الحديث الثلاثة هي:
1- البناء.
2- الإيقاع.
3- موسيقى وسحر المفردة.
لا يتسع المجال هنا لشرح الركيزة الأولى، أما الثانية والثالثة فقد خلت منهما أغلب ما أتانا به سهيل نادر في مقاله عن طهمازي من شعره، وإليكم هذا الشاهد:
“وما إنْ فزّ الراوي من نومته حتى ارتأى أن يقايض
أحلامه كلّها بأحلام الطيور التي ما زالت ملقيّة على
ظُهرانيها”.
غاب الإيقاع هنا تماما، وصار الشعر كأنما حيلة طباعية، فما ضرّ لو أن الأسطر الثلاثة اتّصلت وصارت قطعة نثرية؟ كما أن المفردة التي ينتهي بها المقطع جائعة تماما إلى السحر والموسيقى، ومع هذا أخذت طريقها إلى القصيدة، واختارها الشاعر مسك الختام!
لا يفيد الشعر الضعيف أن يُكتب عنه أطنان من الفلسفة والتقريظ والنقد. يشبّه الروائي جوزيه ساراماغو (نوبل 1998)  العمل الفني بالكرسيّ، إذا افتقر إلى أحد قوائمه فإن استعماله خطير للغاية.
الركيزة الرابعة التي يقوم عليها الشعر الحديث، لكي يشبه حديثنا كرسيّ ساراماغو، هي الموهبة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *