تعددت الأقلام وكثرت وسائل الاعلام .
فهل من قلم حر ورأي رشيد !
وهل من قلم يبسط كلمة حق دون خوف أو وجل ! وهل من رأي يصدح بصوته الى الأعالي دون تردد !
ما الذي يفعله القلم الحر وسط أجواء غربت فيها الشمس وما الذي يفعله الرأي الرشيد ازاء صراعات علا ضجيجها وهوسها !
انه رغم مساحة الحرية التي توفرت للقلم بعد أن كان مقيدا سنين طويلة الا أن هذه المساحة نفسها أفقدته القدرة عن التعبير بوضوح , ذلك أن المشهد الذي أمامه دبت فيه فوضى وصراخ وعويل ، فكيف يتسنى للقلم أن يفصح عن مكنوناته وسط هذه الأجواء ؟ كيف يمكنه أن يعيد رونق الحياة وبهجتها الى نفوس ظللتها ظلمة وغشاوة ؟
القلم الحر يريد سماء مفتوحة وشمسا ساطعة ونسيما عليلا ..يريد أن يلقي عنه الثياب الثقيلة ، يريد أن يعود اليه سحره وتألقه .
فعلى أية جبهة يحارب هذا القلم ! كيف يتسنى له في آن واحد أن يحارب الظلم والفساد والتخلف!من يصفق له ومن يغضب عليه !من يرضى ومن يسخط !
أما الرأي الرشيد الذي يرافق القلم الحر في مسيرته فهو الآخر من ينصت له ومن يصغي !
أيمكن للرأي الرشيد أن يصمد أمام دوامة من المفارقات تعج بها الساحة ؟ أيمكنه أن يهدم جدار السنوات العجاف التي أقلقت مضاجعنا فلا تريد الذاكرة أن تغادرها ؟
انه يمكن للرأي الرشيد أن يقودنا الى الشاطيء الآخر بسلام دون خسائر .. ولكن كيف يمكنه تحقيق هدفه دون أن يكون لصوته صدى يبعث في النفوس الأمل .. كيف يتسنى له ذلك ونحن لا نريد لهذا الوطن أن يلعق جراحه ويضمد آلامه ؟
ترى هل نحن جميعا من يقف حجر عثرة أمام القلم الحر والرأي الرشيد ؟ أم أن البعض منا الذي لا يتمنى أن تكون لهذا الوطن حظوة أو نصيب من التقدم .
أجل ان البعض منا يؤثر نفسه على الآخرين ، يريد الغنيمة له وحده دون أن يقاسمه أحد , وانها لعقدة مستعصية تأبى أن تغادر النفس العليلة ، عقدة من لا يكترث لأنين المعذبين والبائسين والمقهورين .
آه لو أطلق للقلم الحر صوته المحبوس في أعماقه , ثم آه لو أطلق للرأي الرشيد صرخته القابعة وراء لسانه لأشرقت شمس تضيء بنورها كل الذين قهرتهم الأيام الخوالي بطعمها المر وأنينها الموجع .
ونعود للقول بأن القلم الحر هو الوصفة السحرية التي تشفي الصدور وأن الرأي الرشيد هو العلاج الناجع الذي لا بديل عنه في وجه الظلم والتخلف والفساد .
فهل من أحد يصفق للقلم الحر وهل من أحد يهتف للرأي الرشيد .. أم ترانا لا نكترث ونقف متفرجين فحسب .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *