العراق لا يمضي بكسر الإرادات السياسية ولي الأذرع، ولا يستقر بالاقصاء والتهميش، ولا يعمر بالتسقيط والتخوين، هذه الأساليب، تسبب ردات فعل سلبية، وتعجل بإسقاط العملية الديمقراطية.
مفهوم المعارضة البرلمانية،لا ينسجم مع مفهوم الشعب العراقي، فإن الجماهير عندما قررت الذهاب
إلى الانتخابات والمشاركة في اختيار من تعتقد انه يمثلهم في قبة البرلمان.
ويحقق ما يتمنون وينتظرون الخدمة من الكتلة البرلمانية سواء التعيين أو غيرها، أو الإنصاف في اقرار الموازنات،
مع أن الناخب لا يرغب أن يذهب من يمثله إلى المعارضة التي لا تحقق الطموحات.
كذلك جماهير الكتل السياسية عندما خرجت وصوتت إلى مرشحي فرضتهم احزابهم
أيضا تنتظر هذه الجماهير الخدمة من ممثليهم،
لا ترغب هذه الجماهير أن تذهب كتلهم السياسية إلى معارضة فاشلة لن تحقق شيئاً.
لذلك عندما تؤكد قوى الإطار التنسيقي الشيعي،
وكذلك القوى السياسية الاخرى المتمثلة بتحالف عزم والاتحاد الوطني الكردستاني،
وكذلك رؤية المستقلين، على المشاركة في الحكومة القادمة، وأن تكون حكومة توافقية وطنية،
بعيدة عن الأقصاء والتهميش والاستهداف السياسي،
هو الغاية منه أولا الحفاظ على العملية الديمقراطية العراقية، وثانياً غاية المشاركة أطمئنان جماهير هذه القوى السياسية.
خصوصاً قوى الإطار التنسيقي الشيعي، الذي يمتلك الجمهور الأكبر، وباعتراف المفوضية للانتخابات أكدت أن قوى الإطار تمتلك اكثر من مليونين وأربعمائة الف صوتاً انتخابياً.
يسكن في الوسط والجنوب، بالتالي استهداف هذه الجماهير بشكل واضح، سيجعلها تدخل المنطقة الخضراء سريعاً، وتسقط اي حكومة تتشكل
لأنها ستشعر بالاستهداف والسرقة لحقوقهم
بل ستشعر بالألتفاف على حق المكون الشيعي،
وهذا يعني سيأثر على الحكومات المحلية في مدن الجنوب، وندخل في دوامة التظاهرات العارمة مجدداً، ونعود لقطع الشوارع وتعطيل المؤسسات وغلق المدارس والجامعات والخ.
لأن المشروع الذي يتبناه التحالف الثلاثي المدعوم من تركيا والإمارات، حقيقة هو مشروع اقصاء واستحواذ، وابتلاع الحكومة والبرلمان معاً،
لأن من يريد يشكل حكومة أغلبية، عليه أن يتخلى عن هيئة رئاسة مجلس النواب ورئاسات اللجان النيابية، لا أن يستحوذ على كل شي،
لذلك نأمل أن يمضي الإطار التنسيقي وحلفائه في طرح مبادرة، تحفظ العملية السياسية من الانهيار والسقوط المدوي، وتحفظ العراق من الدخول في دوامة تستهدف الاستقرار ، وتبعد العراقيين عن الحرب الأهلية التي تتمناها وتتبناها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، والخليج، ووكلائهم في العراق،
نأمل أن تتشكل حكومة توافقية وطنية تمثل كل مكونات الشعب العراقي، ولا يقصى طيفاً معيناً،
وأن تكون حكومة خدمة حقيقية، حكومة تهتم بمصالح العباد والبلاد، وكفى الله المؤمنين شر القتال