تبدأ بعض قصص الحياة بداية طيبة صحيحة وتتبنى مشاريعها افكارا غاية في الروعة والجمال وتخطو خطوات في هذا الاتجاه حتى تكاد تظن ان الذي يحدث هو الصواب بعينه وفجأة تتغير النبرة ويتبدل المنهاج.. لقد انحرف المسار وهنا تتعدد الحالات فبين انحراف مبيّت من البداية قد يخفى كي يمر؛ وبين طغيان النفس الانسانية وغرورها بعد ان ذاقت طعم النجاح فتبدلت الغاية .. وبين اخطاء منها مقصود ومنها غير مقصود …لذا ليست كل المشاريع السيئة سيئة من البداية؛ بل احيانا تكون البدايات قمة في النزاهة والروعة …وهكذا يظل الانسان في امتحان مستمر ؛ممسكا نفسه عن اي خطأ او شر يصدر عنه قد يرديه الى المهالك والخسران….من هنا يحدث الاختلاف والتنافر وحتى العداء وقد تصل الامور الى مسار خطير ؛ماذا لو تسامحنا مع بعضنا البعض وتصارحنا وحاولنا تقبل ماحصل وصححنا الاخطاء ..فالروابط كثيرة بين البشر ونقاط التلاقي لا بأس بها حتى اشكالنا فيها شبه …ليس شرطا ان تكون طريقتك تشبه طريقتي ؛فلكل منا تفكيره المهم اننا لا نتقاطع او نضر بعضنا البعض..التسامح رائع ومردوده جميل؛ يعم الجميع ستعيش وانت مرتاح؛ سيمر من جنبك ذاك الذي سامحته؛ ستضحك في قلبك ؛ او على الاقل ستبتسم؛ وهو كذلك انها فسحة للروح؛ بدل الضغائن وما تخفي الصدور…والله تعالى جعل لنا مواسم كي نطهر الروح ونهذب الجوارح من كل المشاعر السيئة ..ليس تنازلا منك ان تبحث عن نقاط التقاء مع الغير وتنبذ الخصومة وترفض العداء بل هو سمو للنفس البشرية وارتقاء وان جئت الى الحقيقة فهي ايام مهما طالت ستمضي وتنطوي وهو عمر مصيره الانتهاء فاجعل الطريق مابين نقطة بدايتك ونقطة النهاية معبدا بالود والتسامح ان لم تتمكن ان تحب فلا تكره؛ اياك ان تكره؛ فانت اول من سيلحقه الأذى…