إلى الشهيد الصدر رحمه الله

أنتَ الأمانُ وأنتَ النورُ والأملُ
وأنتَ نَجمٌ لمَن ضلُّوا ومَن سألوا

يا صرخةً بزمانِ الخوفِ ما خنَعَت
برغم بطش العدا لم تُثنَ يا بطل

أَعطاكَ ربُّ الورى أسرارَ حكمتِـهِ
أَتَتكَ طوعى على أقدامِها المُثُلُ

فالعلمُ للناسِ تشريفٌ ومَكرُمةٌ
يَنالُهُ خيرةُ العبّادِ والرُّسُلُ

عشِقتُهُ وفؤادي الصَّبُّ يَنشُدُهُ
ما ذنبُها إن بكَتهُ الروحُ والمُقَلُ؟!

نعمَ الحكيمُ وصوتُ الحقِّ يَتبَعُهُ
وقلبُهُ برضا الرحمنِ مُنشَغِلُ

يُزيلُ ما كانَ مِن جهلٍ ومِن ظُلَمٍ
كأنَّـهُ الشمسُ لا بدرٌ ولا زحلُ

يخط للناس نهجا لا اعوجاج به
وما بها عن صراطِ المُصطَفَى زَلَلُ

يُقارِعُ الظلمَ والأوهامَ مُلتَمِسًا
بَوحَ الضميرِ ولم يَـعبَأْ بمَن خذَلوا

أَلقَى عصاه على أوهامِ مَن مكَروا
فصابَ سيدهم من صبره وجلُ

يَبنِي لمَن بذَلوا الأرواحَ قلعتَهم
حُرَّاسُها لهُدى القرآنِ تَمتَثِلُ

مَن يَسأَلِ الطَّفِّ يَعرِفْ سرَّ مَنحَرِهم
ساروا إلى اللهِ ما حابوا وإن قُتِلوا

ذي قلعةٌ لحُسَينِ السِّبطِ شامخةٌ
تَكَشَّفَت في سنا أنوارِها العِلَلُ

جعَلتُهُ في عراقِ اليومِ بَوصَلتي
فالدينُ في نُصرةِ المظلومِ يَكتَمِلُ

كم كانَ يَنصَحُ والطاغوتُ في صَمَمٍ
لكنما الناسُ أعداءٌ لما جهِلوا

والشِّمرُ باتَ إمامًا يَحلِفونَ بهِ
وصارَ يَحكُمُ في أهوائِهم هُبَلُ

والعِلجُ أَوحَى له إخمادَ شُعلتِهِ
وعاثَ في أرضنا الأنذالُ والهُمُلُ

فاقوا يزيدَ بغدرِ الطاهرينَ وكم
عقيلةٍ قُتِلَت ظلمًا وما خجِلوا!

يا ابنَ الذَّبيحِ بلا ذنبٍ يُدانُ بهِ
فرَّ الطغاةُ وأيامُ الدُّنى دُوَلُ

فِرعَونُ عاشَ طريدًا بعدَ عِزَّتِهِ
وما لَهُ غيرَ ماءِ الذلِّ مُغتَسَلُ

وعاشَ كالجرذِ في جُحرٍ يَلوذُ بهِ
يحيطهُ الخوفُ والخِذلانُ والفشلُ

والوردُ غنَّى وغنَّى السهلُ والجبلُ
أنتَ الجِنانُ ونبتُ الروضةِ الخَضِلُ

وفاضَ وجهُ بلادِ الرَّافدَينِ سنا
عيونُهُ ببهاءِ النصرِ تَكتَحِلُ

بنى العـــراقُ بكفِّ الصبرِ قلعتَهُ
يَبقَى على عهدِكم بالوُدِّ يَتَّصِلُ

لم يَقبَلِ القيدَ إيمانًا بثورتِهِ
أبناؤُهُ لسراجٍ المصطفى حمَلوا

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *